فتحت أمس، محكمة الاستئناف بمجلس قضاء وهران، ملف الطفلة الصفيّة التي تمّ تسليمها للفرنسي جاك شاربوك بحكم قضائي على أنّه والدها الحقيقي، حيث لا تزال تداعيات هذه القضيّة التي شغلت الرأي العام متواصلة بمحاكمة خال الطفلة وجدّتها وشخصين آخرين بتهمة إخفاء الطفلة والتستّر عليها. تمّ الاستئناف في هذه القضيّة بعد أن قضت هيئة محكمة الجنح بحيّ جمال الدين في 10 أوت الفارط بإدانة الجدّة بن نكروف صافية بعقوبة ستّة أشهر حبسا نافذا، وعقوبة عام حبسا نافذا على خالها بلحسين عبد اللّه الذي يتواجد رهن الحبس الاحتياطي منذ 15 من شهر مارس الفارط وهو نفسه التاريخ الذي قامت فيه مصالح أمن العاصمة باسترجاع الطفلة من بيت جدّتها المتواجد بحيّ "كارطو"، أمّا فيما يتعلّق بالاثنين الآخرين المتورّطين في نفس القضيّة بتهمة إخفاء الطفلة، فقد تمّ إدانة أحدهما وهو جار العائلة بنفس الحيّ بعقوبة ستّة أشهر حبسا غير نافذ، كما قضت بتبرئة ساحة المتّهم الأخير وهو صاحب مسكن مهجور بولاية عين تموشنت لجأت إليه الجدّة وخال الطفلة لإخفائها هناك، حيث تمّ الاستماع مجدّدا للمتّهمين، إذ تمسّكت الجدّة بأقوالها ولا تزال مصرّة بعد مرور أشهر من تسليم الطفلة للفرنسي جاك شاربوك على أنّها ابنة جزائري، وصرّحت خلال جلسة المحاكمة أنّها هي من أخفت الطفلة ولا علاقة لباقي المتّهمين بهذه التهمة، ولم تتوانى في إصرارها على ارتكاب هذا الفعل بإخفائها بمسكن يتواجد على مستوى حمام بوحجر بعين تموشنت ومسكن جارها بحي كارطو، معتبرة أنّها كانت تدافع عن حفيدتها بناء على قناعة "أنّها ابنة الجزائري محمد يوسفي وليست ابنة شاربوك"، وأجمع جميع أفراد العائلة على تخوّفاتهم من اعتناق الطفلة صفية للمسيحية في حضن شاربوك وهي مسلمة ابنة زوجين مسلمين، مثلما أكّده خالها عبد الله بلحسين الذي قاربت تصريحاته ما ذكرته الجدّة، وذهب المتّهمان الآخران إلى إنكار المشاركة في إخفاء الطفلة إذ صرّح حارس المسكن المهجور المتواجد بعين تموشنت أنّه قام بتسليم المفاتيح لجدّتها ولم يكن يعلم بقضيّة صفيّة، حيث أقاموا هناك لمدّة أسبوع بعدما اقتنوا الأفرشة وباقي اللوازم، وكذا الشأن بالنسبة لجار العائلة بحيّ "كارطو" الذي قال أنّه قدّم واجب الضيافة فقط مضيفا أنّ الجدّة مكثت عنده برفقة حفيدتها لمدّة يومين فقط. ومن المقرّر أن تصدر هيئة محكمة الاستئناف قرارها يوم الاثنين المقبل.