فضلت عائلة الطفلة صفية التي تمّ تسليمها لوالدها الفرنسي جاك شاربوك مؤخرا، رمي الكرة بملعب القضاء الفرنسي، بعدما خسرت المعركة بالداخل، إذ وجّهت شكوى لمحكمة الاستئناف بمنطقة تولون قبل أسبوع، تطالب فيها بفتح تحقيق في مقتل والدة الطفل نهاية سنة 2005. يبدو أن أوراق عائلة الطفلة صفية المقيمة بوهران التي سبق ولا تزال تشغل الرأي العام بتحولها إلى قضية دولة، لم تنفذ بعد وأظهرت من خلال التحركات المتسارعة التي تقوم بها أنّ لها نفسا طويلا لمواصلة الحرب القضائية مع الفرنسي جاك شاربوك، الذي أنصفته العدالة الجزائرية، وتسلّم بحكم قضائي صدر مؤخّرا الطفلة، حيث تمّ ترحيلها نحو فرنسا، وحسب ما ذكره خال الطفلة فإنّ العائلة الوهرانية سلكت منفذا آخر على أمل استرجاع الطفلة بناء على القناعات المتواجدة لديها بأنّها ابنة جزائري مسلم وليست ابنة شاربوك، باعتبار أن والدتها لما تزوجت من شاربوك كانت حاملا بها، حيث أرسلت شكوى إلى محكمة تولون المتواجدة بمنطقة سانت سير مار وهي المنطقة التي يقيم فيها شاربوك، بتاريخ 30 جويلية الفارط تطالب فيها بإجراء تحقيق حول وفاة والدة الطفلة خديجة فرح التي لقيت حتفها في حادث مرور بأرزيو بوهران في صيف 2005، وكانت العائلة قد وجّهت أصابع الاتّهام لشاربوك بقتلها كون خلافات ظهرت بينهما حول صفية في هذه الفترة، جعلته يهددها بالقتل ويطاردها بسلاح ممنوع من نوع محشوشة حجزته مصالح الدرك الوطني بأرزيو وحررت محاضر بذلك في تلك الفترة، إذ تؤكد العائلة أنّ أم صفية كانت مسرعة بالسيّارة بسبب مطاردتها من قبل شاربوك، ووجهت رسالة مماثلة إلى قصر الإليزي تطالب فيها الرئيس الفرنسي ساركوزي بالإنصاف في قضية الطفلة صفية، كما استطاعت حشد دعم من قبل حزب مسلمي فرنسا الذي أبدى وقوفه إلى جانبها، مع الإشارة كذلك إلى أن الشكوى وجهت إلى عدة أطراف فاعلة في نظام الحكم الفرنسي. للتذكير، فإن آخر التطورات في هذه القضية كانت محاكمة الخال بلحسين عبد الله رفقة اثنين آخرين وجدّتها بتهمة إخفاء الطفلة ببيوت أحد الجيران بحي كارطو وبمنزل مهجور بعين تموشنت.