راهن المرشحون الستة لرئاسيات 17 أفريل 2014 على إقناع المواطنين عبر مختلف التجمعات الشعبية للذهاب بقوة يوم الاقتراع والإدلاء بأصواتهم وذلك إيمانا منهم بأنه وحدها نسبة مشاركة محترمة من شأنها الرد على دعاة المقاطعة والفتنة، بدورها القضايا الاجتماعية المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين من سكن، صحة وعمل، ودعوة المواطنين وأعضاء الجالية الجزائرية بالخارج إلى التصويت بقوة، شكلت أهم المحاور التي تعرض إليها المرشحون. تميزت الحملة الانتخابية لرئاسيات لسنة 2014 والتي انطلقت يوم 23 مارس الفارط واختتمت أمس، بنوع من الفتور في أسبوعها الأول، لكن سرعان ما ارتفعت وتيرة الخطابات والمهرجانات الشعبية التي خاضها المرشحون الستة على مدار 22 يوم وجابوا من خلالها مختلف ولايات الوطن، حيث عكفوا على مغازلة الهيئة الناخبة ودعوتها إلى التصويت بقوة يوم 17 أفريل، هذا الموعد الذي اعتبره المرشحون وممثلوهم مصيريا بالنسبة للجزائر ووسط دعوات أصحاب المقاطعة. وقد تم تسجيل تجاوزات خلال هذه الحملة وفق ما صرحت به اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات حول استغلال البعض لإمكانات وأملاك الدولة للقيام بالحملة الانتخابية، إلى جانب الإلصاق العشوائي للملصقات الإشهارية، وباعتبار أن اللجنة لا تملك سلطة ردعية، فقد تم إخطار اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات بهذه التجاوزات، في انتظار أن تفصل هذه الأخيرة فيها. كما تم تسجيل اعتداءات على بعض المرشحين في بعض الولايات لا سيما بغرداية وبجاية وغيرها من المدن. وأكد مترشح جبهة الاستقلال عبد العزيز بلعيد أنه سيعمل على القضاء على الفوارق الاجتماعية من خلال تشديد الرعاية بذوي الاحتياجات الخاصة وتخصيص منحة شهرية لهم تفوق المنحة الحالية وذلك حفاظا على كرامة و عزة هذه الفئة من المجتمع. وتعهد مترشح جبهة المستقبل بتمديد عطلة الأمومة للمرأة الحاضنة سنة عوض ثلاثة أشهر إذا ما تم انتخابه رئيسا للجزائر. كما دعا المترشح الحر علي بن فليس خلال تجمع شعبي لمؤيديه أفراد الجالية الوطنية بالخارج وكذا العنصر النسوي إلى التصويت بقوة في الاقتراع الرئاسي لإحداث التغيير. المرشحة لويزة حنون تحدثت عن التغيير السلمي وتعديل الدستور وكذا إلغاء قانون الأسرة الحالي، داعية على التصويت بقوة يوم 17 أفريل. أما موسى تواتي فاعتبر أن عدم إجراء دور ثان في الانتخابات يؤكد وجود تزوير، فيما تحدث فوزي رباعين عن التكفل بالقضايا الاجتماعية وتعديل معمق للدستور. عبد المالك سلال ممثل المترشح عبد العزيز بوتفليقة قال في خطاب له بغرداية إنه لا يجوز لأحد ازدراء أو عدم احترام فئة من الشعب، محذرا في ذات الوقت مما أسماه بالعبث بالوحدة الوطنية. ومن جهته ذكر أحمد أويحيى ممثل المترشح عبد العزيز بوتفليقة بالإنجازات التي تم تحقيقها في مختلف المجالات منذ تسلم عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم سنة 1999 ودعا المواطنين إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات. وبدوره دعا عبد العزيز بلخادم ممثل عبد العزيز بوتفليقة، الشباب إلى المشاركة بقوة في الرئاسيات لبعث الأمل والتصدي للمشككين الذين يزرعون اليأس والمحافظة على استقرار البلاد. كما شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة قبيل انتهاء الحملة الانتخابية، احتدام التنافس بين المتسابقين لرئاسيات 2014 للظفر بأغلبية الأصوات من خلال تركيزهم على مسائل اجتماعية تهم المواطنين، حيث انصبت خطابات المترشحين في إطار التكفل بالانشغالات الاجتماعية من باب كسب ود الناخبين في الوقت الذي ظهر التباين في طرح القضايا من مترشح لآخر ومحاولة استدراك أخطاء الأسبوعين الماضيين، وارتكزت الأيام الأخيرة من الحملة على دعوة المواطنين إلى مشاركة قوية يوم الاقتراع.