جددت الأكاديمية الجزائرية للترجمة عزمها على مواصلة السعي الدؤوب لتحقيق هدفها السامي في دعم وت عزيز مكانة اللغة العربية و مجال استخدامها في مختلف الميادين بالجزائر ، خاصة وأن الحاجة إلى ترجمة محلية أضحت واقعا يرافق الحياة الاجتماعية للجزائريين ،وتدعوا ذات المؤسسة التي يشرف عليها أساتذة أكاديميين في مختلف مناهل المعرفة إلى تخصيص يوما وطنيا للغة العربية يكون تاريخه 10 أفريل المتزامن مع أول خطاب للرئيس الراحل هواري بومدين بمبنى الأممالمتحدة . تقدم الأكاديمية الجزائرية للترجمة خدماتها من العربية وإليها من خلال التنسيق والتعاون والارتباط مع مؤسسات ومراكز ومكاتب وهيئات الترجمة الوطنية و الإفليمية والعالمية في جميع حقول الترجمة، وتقدم الاستشارات في إطار الترجمة في كافة المجالات القانونية والعلمية والأكاديمية والمالية والتجارية والثقافية والمعرفية وغيرها، وتعنى الأكاديمية الجزائرية للترجمة بجودة الأعمال المترجمة، وتعميق أواصر التواصل المعرفي الحضاري من خلال فريق ترجمة وخبراء لغويين بخبرات عالية وكفاءات متميزة. وخلال الندوة التي نشطها الأعضاء المؤسسين للأكاديمية مؤخرا في فوروم مركز الصحافة »ديكا نيوز» أجمع كل من الدكتور عبد اللوش، الدكتورة فريال فيلالي ،الأستاذ عبد القادر فوضيل والأستاذة »كريمة تاكرلي» على أن التعريب الحقيقي يكون من أجل الالتقاء وليس التعريب من أجل التعريب واستحضار اللسان العباسي بدليل أن الأعاجم قديما كانوا يقولون للعرب »أفضل أن يشتمني أحدكم باللغة العربية على أن يمدحني بلغة أخرى»، على أن قداسة لغة الضاد وقوة الخطاب بين مختلف اللغات تدفعنا للالتقاء بعيدا عن التخصصات الشكلية التي درسناها». وأ ثار مختلف المتدخلين دور الترجمة في تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي وضرورة تكييف اللغة العربية وتحديثها مع متطلبات العصر في الحركة التكنولوجية والاقتصادية، مؤكدين على أن الترجمة في الجزائر ساعد من سواعد الأمة . كما تطرق المتدخلون في هذا الصدد إلى الأثر الإيجابي للعولمة على الترجمة إلى جانب ظاهرة الانترنت الذي اعتبره »نافذة مفتوحة قلصت من المسافات بين الأمم وقربت بين الثقافات والشعوب».. وتجلى هذا التحول من خلال ما سمي »بالترجمة الاصطناعية أو الذكاء الاصطناعي، واختراع العام 1964 أول حاسوب وهي الآلة التي سمحت بتخزين المعطيات في شكل أرقام والتي يمكن من خلال حسابات وعمليات رياضية عادة ما تكون معقدة من معالجة و ترقيم المعلومة حسبما أوضحه عبد اللوش مضيفا بأن »سرعة تطور المعلومة أحدثت ثورات أخرى مثل الشعر الإلكتروني و«الواب» الأدبي والمكتبة الرقمية وبخاصة الثورة الإلكترونية في مجال الترجمة، واستنادا للباحث الجامعي فإن »تطبيق تكنولوجيات الإعلام في مجال الأدب والترجمة أدى إلى ظهور مفهوم البرامج التي تعالج بواسطة الحاسوب وتمكين المترجم من بنوك للمعلومات والمقارنة وتحاليل نصوص موجهة للترجمة مع إعداد قواميس ونشريات إلكترونية موجهة لهذا الغرض . في حين سمح هذا التطور الحاصل في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال للترجمة من أن تصبح مهنة ووسيلة هامة في دائرة التفاهم والتبادل والتقارب بين دول العالم، مع دراسة مستقبل الترجمة في الجزائر في زمن الثورة المعلوماتية ورهاناتها المحورية. وحسب الدكتور عبد اللوش المختص في المعلوماتية، فان التنشئة اللغوية لدى الفئات الصغرى ضرورة لابد منها بدليل بروز ما يسمى بالترجمة الآلية والترجمة الرقمية، فيما طالب المتدخلون بالمناسبة بيوم وطني موحد للغة العربية مقترحين يوم 10 أفريل المتزامن مع أول خطاب للرئيس الراحل هواري بومدين بمبنى الأممالمتحدة في .1973 وقال المتدخلون بأن وجود أكاديمية للترجمة التي يناضلون فيها بدليل أن الحاجة إلى ترجمة محلية واقعية ترافق الحياة الاجتماعية وتدفع بالحركة التواصلية إلى رؤية واضحة على أن »التوارق» هم الأكثر تحكما في اللغة الأمازيغية لأن المرأة التارقية هي التي تحكم. ودافع الدكتور عبد اللوش الذي زاول دراسته في المعاهد الفرنسية بالقول »أدافع عن اللغة العربية رغم اتقاني للفرنسية » واللغات الأجنبية مذكرين بالسرعة التي طبعت التحول الشامل للعلاقات بين الإنسان والآلة جراء التطور التكنولوجي اللامتناهي وبخاصة منذ ابتكار الترانزيستور العام .1947 لم يفوت المتحدث إسهام برامج الحاسوب الخاصة بمعالجة النصوص والترجمة الآلية والترجمة عن طريق الاستعانة بالحاسوب والترجمة التي تتم بمساعدة الإنسان والآلة والترجمة التفاعلية أو الترجمة الإنسانية بمساعدة الآلة والقواميس الإلكترونية، وتلقين المبادئ الأولية للترجمة التخصصية في تكوين مترجمين محترفين عصريين على غرار الترجمة عند أبو العيد دودو الذي كان يترجم من العربية والفرنسية إلى الألمانية بعينين مغمضتين و«الترجمة عند أبو القاسم سعد الله بين الوعي اللساني والحضارة . كما تفاؤل عبد اللوش بالكوادر الجزائرية الشابة التي يأمل أن تحمل مشعل مؤسسي هذه الأكاديمية و العمل على تحقيق قفزة نوعية وكمية في حجم نشاط الترجمة إلى اللغة العربية ومنها في مختلف مجالات المعرفة و الفكر الإنسانين وتحقيق معادلات عامية في سرعة الترجمة و نمو حركتها .