شكل مستقبل الترجمة في الجزائر في زمن الثورة المعلوماتية موضوع نقاش بين جامعيين و مختصين في اللغات و الترجمة في ثاني يوم من الملتقى الوطني حول "الترجمة في الجزائر" الذي افتتح مطلع الأسبوع الجاري بجامعة قسنطينة. وذكر الأستاذ حسان بوساحة مدير مخبر اللغات و الترجمة الجهة التي نظمت هذه الجلسات في هذا السياق "بالسرعة التي طبعت التحول الشامل للعلاقات بين الإنسان و الآلة جراء التطور التكنولوجي اللا متناهي و بخاصة منذ ابتكار الترانزيستور العام 1947". وتجلى هذا التحول من خلال اختراع العام 1964 أول حاسوب و هي الآلة التي سمحت بتخزين المعطيات في شكل أرقام و التي يمكن من خلال حسابات و عمليات رياضية عادة ما تكون معقدة من معالجة و ترقيم المعلومة حسبما أوضحه السيد بوساحة مضيفا بأن "سرعة تطور المعلومة أحدثت ثورات أخرى مثل الشعر الإلكتروني و "الواب" الأدبي والمكتبة الرقمية و بخاصة الثورة الإلكترونية في مجال الترجمة. واستنادا لهذا الجامعي فإن "تطبيق تكنولوجيات الإعلام في مجال الأدب والترجمة أدى إلى ظهور مفهوم البرامج التي تعالج بواسطة الحاسوب و تمكين المترجم من بنوك للمعلومات و المقارنة و تحاليل نصوص موجهة للترجمة مع إعداد قواميس و نشريات إلكترونية موجهة لهذا الغرض". وتطرق في هذا الصدد إلى "الأثر الإيجابي للعولمة على الترجمة" إلى جانب ظاهرة الانترنت الذي اعتبره "نافذة مفتوحة قلصت من المسافات بين الأمم و قربت بين الثقافات و الشعوب". وسمح هذا التطور الحاصل في مجال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال للترجمة من أن تصبح مهنة ووسيلة هامة في دائرة التفاهم و التبادل و التقارب بين دول العالم حسبما أضافه السيد بوساحة. وتجسد ذلك من خلال إسهام برامج الحاسوب الخاصة بمعالجة النصوص و الترجمة الآلية و الترجمة عن طريق الاستعانة بالحاسوب و الترجمة التي تتم بمساعدة الإنسان و الآلة و الترجمة التفاعلية أو الترجمة الإنسانية بمساعدة الآلة و القواميس الإلكترونية. وناقش المشاركون كذلك مواضيع أخرى ذات الصلة بموضوع هذا الملتقى على غرار" تلقين المبادئ الأولية للترجمة التخصصية في تكوين مترجمين محترفين عصريين" و هو عنوان مداخلة قدمتها السيدة فتيحة بوعزري من جامعة باتنة و "الترجمة عند أبو القاسم سعد الله بين الوعي اللساني و الحضارة" للدكتور صالح قديش من جامعة منتوري و "الشخصية العلمية للمترجم من خلال أعمال أبو القاسم سعد الله" للأستاذ زين الدين موسى من جامعة قسنطينة.