تشهد أسعار الخُضر والفواكه تذبذبا ملحوظا هذه الأيام فبعد أن حافظت على استقرارها لفترة وجيزة عاودت التوجه نحو الارتفاع وذلك قبل شهر عن شهر رمضان المُعظم، وبلغ أمس سعر الكيلوغرام الواحد من القرعة 80 دج والطماطم 60 دج والليمون بين 120 و150 دج والفلفل 120 دج والخيار 80 دج، نفس الشيء بالنسبة للحوم البيضاء التي ارتفعت أسعارها مقارنة بالأسابيع الماضية، بينما لا تزال أسعار السردين بعيدة عن متناول الطبقة الفقيرة المتوسطة. يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية لمُحاربة المُضاربة والتي كثيرا ما يتغنى بها المسؤولون كلما أُتيحت لهم الفُرصة لم تجد أثرها في السوق، فنفس السيناريو يتكرر كلما اقتربت المناسبات الدينية أو غيرها، وهو ما وقفنا عليه أمس بسوقي »كلوزال« وسط العاصمة والشراقة غرب العاصمة، فجولة قصيرة بهاتين السوقين كانت كافية للتأكد من أن المُمارسات اللاأخلاقية التي يعتمدها التُجار والتي عشناها السنوات الماضية قبل شهر رمضان المُعظم بدأت تتجسد من الآن، فسعر القرعة الذي لم يكن يتجاوز 50 دج منذ عشرة أيام ارتفع خلال أيام قليلة إلى 80 دج وسعر الطماطم ارتفع بدوره من 40 إلى 60 و70 دج بينما ارتفع سعر الجزر من 45 إلى 60 دج نفس الشيء بالنسبة لسعر الفلفل الذي ارتفع من 80 دج إلى 120 دج، أما اللفت فبلغ سعر الكيلوغرام 80 دج مثلها مثل البيطراف والخيار. ويبقى سعر الكيلوغرام الواحد من مادتي البطاطا والبصل الأخضر الوحيد الذي لا يزال يتراوح بين 30 و 35 دج بينما بلغ سعر البصل اليابس 120 دج والجلبانة 150 دج والمانجتو 160 دج والكرم 100 دج والثوم 60 دج والفول بين 70 و80 دج. وفي الوقت نفسه عادت أسعار الدجاج تتجه نحو الارتفاع بعدما شهدت استقرارا لبضعة أسابيع، بحيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من السكالوب 580 دج بعدما كان لا يتجاوز 500 دج وبلغ سعر الدجاج بين 250 و270 دج، أما سعر السردين فعكس السنوات الماضية لا يزال سعره يتجاوز 400 دج وفي أحسن الأحوال 350 دج بالرغم من كون أسعار هذه المادة كثيرا ما كانت تنخفض في هذه الفترة إلى حدود 100 و 150 دج للكيلوغرام الواحد، واستبعد أحد بائعي هذه المادة أن نشهد مثل هذه الأسعار مستقبلا إلا في حالات ناذرة بالنظر، كما قال، للمُضاربة التي أصبح يُسيطر عليها أصحاب مخازن التبريد. وعلى غرار الخُضر واللحوم البيضاء، نجد أسعار الفواكه مرتفعة مقارنة بالمستوى المعيشي للطبقة الفقيرة والمتوسطة، فسعر الكيلوغرام من فاكهة الخوخ يتراوح بين 100 و180 دج حسب النوعية، نفس الشيء بالنسبة لفاكهة »المشيمشة« أو »الزعرور« مثلما تُسمى في بعض المناطق، بينما بلغ سعر الموز بين 130 و150 دج والفراولة 200 دج والبرتقال 160 دج والتفاح بين 180 و250 دج والمشماش بين 100 و120 دج.. وفي حديث جمعنا مع بعض الباعة، لم يستبعد العديد منهم تواصل ارتفاع الأسعار باقتراب شهر رمضان المُعظم مُرجعين ذلك إلى ما أسموه »المُضاربون الذين يلجأون إلى تخزين المواد بشكل همجي ودفع الأسعار إلى الارتفاع« وهو ما حدث، يقول أحدهم بشكل واضح جدا مع مادة الليمون التي بقيت مرتفعة بالرغم من كونها في فصل جنيها عكس تماما السنوات الماضية موضحا أن أسعار هذه المادة سترتفع بشكل »جنوني« كلما اقترب شهر رمضان. وبدورهم لم يستغرب بعض المواطنين الذين تحدثوا إلينا توجه الأسعار نحو الارتفاع باقتراب شهر الرحمة وذهب أحدهم يقول »لقد اعتدنا هذه المُمارسات من قبل التجار وأصبحنا لا نثق في تصريحات المسؤولين« بينما قال آخر » ارتفاع الأسعار أصبح طول السنة وليس في المناسبات فقط والأسر الفقيرة لا تستطيع ضمان العيش الكريم طول السنة بالنظر إلى الأسعار المعتمدة فما بالك خلال المناسبات.. فقط نتمنى ألا يستمر التهاب الأسعار طيلة شهر رمضان كي تستطيع هذه العائلات من ضمان قوتها«.