احتلت الجزائر صدارة الترتيب إلى جانب كل من السعودية وقطر ضمن أكثر عشرة دول مستوردة للسلاح الأماني، وقد بلغت قيمة صادرات ألمانيا من السلاح إلى دول العالم الثالث أكثر من ثلاثة ملايير دولار العام المنصرم، ويندرج تعامل الجزائر مع برلين في مجال السلاح ضمن سعي الجزائر المتواصل لتنويع وارداتها من السلاح ليشمل دول أخرى كثيرة عدا روسيا التي تعتبر المصدر الأساسي لتسليح الجيش الجزائري. تتواجد الجزائر في المراتب الأولى، ضمن أكثر عشر دول مستوردة للسلاح الألماني، وتتقاسمها الصدارة في الدول العربية كل من السعودية وقطر، وقالت مجلة »دير شبيغل« الألمانية، في عددها الصادر أمس، أن قيمة صفقات السلاح التي سمحت الحكومة الألمانية ببيعها إلى دول من العالم الثالث قاربت عام 2013 حوالي ستة مليارات أورو، واحتلت الجزائر وقطر والسعودية الصدارة ضمن أكثر عشر دول مستوردة للسلاح الألماني، وأكدت المجلة الألمانية إن صادرات السلاح الألماني إلى دول العالم الثالث قد وصلت إلى مستوى قياسي عام .2013 وقالت المجلة نقلا عن الحكومة الألمانية في ردها على استجواب من كتلة حزب اليسار المعارض، أنها قد أصدرت في العام الماضي أذونا منفردة لصفقات تصدير سلاح بلغت قيمتها الإجمالية 5 .8 مليار أورو بارتفاع بنسبة 24 بالمائة مقارنة بعام ,2012 ووصلت قيمة الصادرات الألمانية من السلاح إلى دول العالم الثالث3 .6 مليار أورو مقابل 2 .6 مليار أورو في عام ,2012 وصرح يان فان اكين، نائب في البرلمان الألماني عن حزب اليسار، مؤكدا أن »نحو ثلثي صادرات السلاح الألماني تتجه الآن إلى دول خارج الناتو وهذا أمر مثير للخوف«، متهما المستشارة انغيلا ميركل ب »تجاهل النقاش الدائر حول صادرات السلاح وتمد آخر ديكتاتور في أوروبا (حاكم بيلاروس) بأسلحة ألمانية«. وقالت تقارير لمعاهد دراسات أوروبية أن ألمانيا ترغب في تعزيز حضورها الخارجي وخاصة في العالم العربي، وتسعى لأن تصبح منافسة لكل من فرنساوالولاياتالمتحدةوروسيا في هذه المنطقة العربية بحيث توظف برلين مبيعات الأسلحة لتعزيز حضورها في الساحة الدولية. وكشفت مصادر إعلامية العام المنصرم النقاب على صفقات ضخمة من السلاح بين الجزائروبرلين، من بينها صفقة تتعلق ب 1200 مدرعة تستعمل في نقل الجنود وكذلك في القتال كدبابة، علاوة على سفن حربية، وتحدثت »ذي شبيغل« عن مصادقة حكومة برلين على الترخيص لشركة »راين ميتال« بإنتاج 1200 مدرعة لصالح الجيش الجزائري على مدى العشر سنوات المقبلة، بمعدل 120 مدرعة سنويا، يضاف ذلك إلى 54 مدرعة كانت قد حصلت عليها الجزائر بقيمة 195 مليون أورو وهناك أخرى في طريقها للتسليم بقيمة 286 مليون أورو، وسيكون المبلغ الإجمالي لهذه المدرعات هو أربعة ملايين و330 مليون أورو، أي خمسة ملايين و700 مليون دولار، وكشفت مصادر مهتمة بصفقات السلاح أن الجزائر سعت إلى شراء دبابات »ليوبارد« الألمانية وهي دبابات جد متطورة، وأوضحت المجلة الألمانية أن مقتنيات الجزائر من الأسلحة الألمانية هي أكثر وأضخم مما يتم نشره، يشار إلى أن ألمانيا كانت قد باعت الجزائر أربع فرقاطات حربية من نوع »ميكو 200« بقيمة مليارين و176 مليون أورو، وصرح وزير الاقتصاد الألماني في وقت سابق مؤكدا أن الجزائر باتت وجهة رئيسية للصادرات العسكرية الألمانية. ويأتي ارتفاع حجم الأسلحة الألمانية التي تستوردها الجزائر خاصة منذ بداية سنة ,2012 ضمن إطار المسعى الجزائري الهادف إلى تطوير ترسانة الجيش الجزائري وتنويع تسلحه، ليشمل صفقات مهمة من دول غربية عديدة، خاصة بعد تحفظ الولاياتالمتحدةالأمريكية عن بيع الجزائر أسلحة متطورة كانت قد طلبتها لتدعيم قدرات الجيش الجزائري في مواجهة المجموعات الإرهابية، علما أن الجزء الأكبر من السلاح الجيش الجزائري هو سلاح روسي، وتعتبر روسيا المورد الأساسي من السلاح للجزائر منذ عهد الاتحاد السوفيتي.