وتراكمات محلّية مادية محضة بعيدة عن الصّراع المذهبي«، داعيا السّلطة إلى معاقبة المتسببين فيها وكذا تفعيل دور الأئمة والدّعاة لإخماد الفتنة كمرحلة ثانية بعد تمكّن رجال الأمن من نشر الأمن بالمنطقة. كشف الدكتور أبو بكر صالح، برلماني سابق وعضو مجلس أعيان غرداية، في حديثه ل»صوت الأحرار« على هامش الملتقى الوطني »أعلام الجزائر معا..من أجل الإسلام والوطن« الذي نظّمته، أمس، وزارة الشؤون الدينية بدار الإمام بالمحمدية، أنّ الأحداث التي شهدتها »غرداية »الجريحة التي دمّرت مساكنها ومتاجرها وانتشر فيها العنف والتطرّف بطريقة وحشية لم تشهدها المنطقة من قبل« مردّها أسباب مادية محضة لا تمتّ بصلة لصراع مذهبي قائلا » على أبناء غرداية أن يتراحموا، كون العنف الذي ورّطوا فيه ليس لصالح غرداية ولا الجزائر ولا المذهبين الإباضي والمالكي«. الدكتور أبو بكر أشار إلى أنّ »علماء المذهبين المالكي والاباضي بريئان ممّا حدث في غرداية« وأرجع سبب الفتنة إلى »مصالح مادية مفتعلة ألبست الطابع العنصري واختفت وراء الصّراع المذهبي«، ودعا سكان غرداية إلى »نبذ العنف وتبنّي قيم التسامح«، مشيرا إلى أن سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لاحتواء الأزمة بغرداية، من خلال تعويض أهالي الضحايا، »لا تكفي لوحدها، ولن تأتي بثمارها ما لم تطهّر العقول من الأفكار الخطيرة والهدّامة والمتطرّفة«. وفي ذات السياق دعا عضو مجلس أعيان غرداية السّلطات الجزائرية إلى استكمال برنامجها في استتباب الأمن في غرداية بنشر قوات الأمن وتعويض المتضرّرين، بمرحلة ثانية »علمية وفكرية« تطلق فيها يد دعاة وعلماء الجزائر إلى جانب المختصّين في علم النفس والاجتماع والشريعة لنشر فكر التعايش، المواطنة والتّسامح بين أبناء المنطقة، من خلال تنظيم الملتقيات والدّروس بمساجد غرداية ل»تنظيف العقول من أفكار التطرّف الدّخيلة، الدّاعية إلى التكفير والعصبية العمياء«.