أعرب البعض من إباضية القرارة ومالكية غرداية ل»صوت الأحرار« عن جنوحهم إلى السّلم مع بعضهم البعض، في محاولة لضرب »أيادي خفية تريد زعزعة استقرار الجزائر بإثارة النّعرة المذهبية في المنطقة إشاعة للفوضى«، وفيما رفضوا ما أسموه »التأويلات المروّج لها« أشاروا إلى أنّ أسباب الفتنة لا تحمل أيّ رائحة للطائفية، كما تحاول أطراف مشبوهة تسويقه. أكّد بعض سكّان منطقة ميزاب، القرارة وغرداية، خلال لقاء جمعنا بهم، على هامش الملتقى الوطني »أعلام الجزائر معا.. من أجل الإسلام والوطن« الذي نظّمته، أمس الأوّل، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام بالمحمّدية، عن رغبتهم في إحلال السّلم بالمنطقة، شعارهم في ذلك »نسيان ما حدث وبناء حاضر ومستقبل يبنى على التّسامح لا الضغينة والأحقاد«، لاستعادة هدوء غرداية، الذي ظلّت تطبع به مدى التّاريخ. القاطنون بمدينة القرارة والذين ينتمون إلى المذهب الإباضي، نوّهوا خلال حديثنا إليهم بوصايا شيوخهم، رحمهم الله، النّاصر بن محمّد مرموري، الشيخ بيّوض ابراهيم والشيخ عدّون شريفي سعيد وغيرهم كثير ظلّوا طوال حياتهم ينبذون العصبية، التطرّف ويسعون برأي سديد وفتوى لائقة ونصيحة غالية، إلى جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفّهم. الميزابيون في حديثهم ل»صوت الأحرار« أعربوا عن رفضهم أن تكون الطائفية وراء إشعال فتيل الفتنة في غرداية، بدليل »فشل مساعي الحكماء من المذهبين في إخمادها كليا« كونها تعود لأسباب وتراكمات مادية محضة، تعود إلى سنوات الستينات، حيث استغلّ المروّجون لوجود طائفية فارق المستوى بين الطرفين لتأجيج الوضع وإدخال المنطقة في دوّامة الصّراعات »تحقيقا لأهداف مبيّتة«. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها مالكيون من جهتهم أشادوا خلال حديثهم ل»صوت الأحرار« بتواجد مصالح الأمن والدّرك الوطني بالمنطقة، ولكنّهم أبدوا تخوّفهم من عودة »اللاأمن« من خلال عصابات الملثّمين والعمليات التخريبية بمجرّد سحبها، مطالبين الدّولة بإيفاد لجنة من العلماء والدّعاة الوسطيين، للشروع في »عمل فكري« لتنظيف العقول من الأفكار الدّخيلة،»أفكار التطرّف وتكفير كلّ من يخالف، العنف والعصبية العمياء«، على حدّ قول ممثّل عن مالكية غرداية، الذي ذهب حدّ القول »الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها«، في إشارة إلى من يشعلون دوريا نار الفتنة بالمنطقة، ومحاولة تعتيم صورة الحقيقة وتزييفها. وقد كشف بيان أطلعونا عليه ل »مالكية غرداية« جاء فيه أنّهم » مدركون تمام الإدراك أن وحدة الجزائر وأمنها مستهدف من قبل جهات خارجية استعملت للأسف الشديد أطرافا من الداخل لزعزعة الاستقرار بدعوى المناداة بثورة ربيع عربي ينطلق من غرداية«، مطالبين الدّولة بجميع مؤسساتها إلى »اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة ضد هؤلاء وردعهم«، رافضين بشكل قاطع المساس بسيادة الدولة الجزائرية، ومؤكّدين أنّ مالكية غرداية »الذين هم مزيج من سكان كافة التراب الوطني«، كانوا »كثيرا ما ينادون إخوانهم الإباضية التخلي عن مظاهر رفضهم التعايش والمتمثلة في انزوائهم وانعزالهم في كافة مظاهر الحياة وتنشئة أبنائهم في مساجدهم المستقلة تمام الاستقلال عن هيئة أوقاف الدولة الجزائرية ومدارسهم ومعاهدهم الحرة«.