تلقت الرئاسة الأمريكية تقريرا استخباراتيا يؤكد أن مقاتلي حركة طالبان الأفغانية -التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان- قد تضاعف عددهم أربع مرات في السنوات الأربع الماضية. وتظهر تقديرات الاستخبارات الأمريكية أن عدد مقاتلي طالبان وصل إلى 25 ألف مقاتل بعد أن كان سبعة آلاف عام 2006. ونقلت مصادر عن مسؤول أمريكي في »مكافحة الإرهاب« لم تذكر اسمه قوله »إن الرقم قياسي نظرا لصعوبة تقييم حجم التمرد الذي يعمل أساسا في وحدات صغيرة ويستخدم تكتيكات الكر والفر«. وأضاف أن »الحديث هنا ليس عن التشكيلات الثابتة التي تعتمد على المقاتلين فقط، فالأرقام هنا عرضة للمد والجزر، لأنها تتعلق بعصابات من المقاتلين تظهر وتختفي«. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رفض ذكر اسمه أيضا »ربما يكون مقاتلو حركة طالبان في تزايد، لكن الحركة فعالة على نحو متزايد بسبب الطريقة التي تحارب بها«. وأضاف أنه »نتيجة لطبيعة التمرد فإنك لا تحتاج إلى الكثير من المسلحين لإلحاق الكثير من الضرر، لأنهم قادرون على اختيار الوقت والمكان المناسبين للقتال«. وتأتي هذه التصريحات في وقت بدأ فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مراجعة واسعة لإستراتيجية القوات الأمريكية في أفغانستان. ومن المتوقع أن يبحث أوباما وكبار مستشاريه، طلب قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال نشر 40 ألف جندي أمريكي إضافي في أفغانستان العام المقبل للانضمام إلى 86 ألفا ينتشرون حاليا هناك. ويحذر ماكريستال من فشل المهمة في حال عدم إرسال تعزيزات في غضون 12 شهرا، لكن قرار أوباما بهذا الشأن يعتبر الأصعب في عهده ولا يتوقع صدوره قبل بضعة أسابيع. وكان البيت الأبيض قد أعلن أول أمس أن حركة طالبان تشكل خطرا أقل من خطر القاعدة على الولاياتالمتحدة.