تحولت العاصمة إلى مزبلة عمومية في الأسبوع الأول من شهر الصيام، والسبب في نظر السلطات عدم احترام مواقيت إخراج القمامة ووضعها في المكان المخصص، في حين يدافع المواطنين عن نفسه باتهام عمال النظافة بالتقاعس والإهمال، معبرين في ذات الوقت عن معاناتهم اليومية مع الروائح الكريهة التي باتت تطبع يومياتهم وتنغص عليهم معيشتهم، إلى جانب الهجوم الليلي للناموس الذي صار رفيق لياليهم. من أجل الحصول على توضيح في هذا الموضوع، زرنا مكتب رئيس وحدة “نات كوم” لسيدي امحمد، نايت شعبان، الذي انتقد بشدة تصرفات المواطنين الذين لا يأخذون عناء تنزيل أكياس القمامة ووضعها في الأماكن المخصصة لرميها والاكتفاء برميها من الشبابيك، مشيرا أنه تم تجنيد فرق لتنظيف العاصمة على مختلف محاور البلديات لضمان نظافة مستمرة بالشوارع خاصة خلال شهر رمضان، وتم تسطير مخطط استعجالي بتخصيص فرق تعمل 24 على 24 ساعة، تدعمها أيضا فرق للتدخل السريع التي ستكون مهمتها تغطية أي عجز يمكن أن يسجل في الأحياء الشعبية. 6 آلاف عامل و 300 شاحنة لرفع قمامة الصائمين قال نايت شعبان، في مقابلة مع”الفجر”، أن “نات كوم” خصصت 6 آلاف عامل و300 شاحنة لتنظيف 29 بلدية بالعاصمة و 4500 عون بالعاصمة، مؤكدا أن البرنامج المخصص لشهر رمضان يتم عبر مرحليتين، وهي جمع القمامة، والتي تتم بالنهار وبعد الإفطار والثانية هي عميلة “كنس” الطرقات والشوارع، خاصة بالنظر إلى كثرة الاستهلاك للمواطن وانتشار المزابل في كل الأماكن، وأعطى مثالا عن الجزائر الوسطى، حيث يبدأ الجمع على الساعة التاسعة ثم تحول إلى العاشرة ليلا في رمضان، والجمع الثالث على الساعة الرابعة صباحا باستعمال الشاحنات الكبرى. وابتداء من الساعة السادسة صباحا يقوم العمال برفع القمامات، ورغم هذا يقول المتحدث فإن العاصمة لاتزال غارقة في القمامات ولكن بغياب وعي المواطن بضرورة رمي القمامة في اوقاتها ما يعقد عمل أعوان النظافة، مشيرا إلى أنه بعد عملية كنس وجمع الفضلات من الساعة السادسة صباحا إلى السابعة، تستعيد العاصمة بياضها وجمالها ونظافتها، ولكن سرعان ما تتحول إلى مدينة تغمرها الأوساخ بمجرد ان تبدأ الحركة بالمدينة. برنامج استعجالي في رمضان قال محدثنا إن النفايات تزيد في رمضان بكمية 4000 طن يوميا، حيث تنتقل من 18 ألف طن إلى 22 ألف طن، وهذا ما يتطلب برنامجا استعجاليا جديدا رغم من العجز الكبير الذي تعانيه المؤسسة في حظيرة الشاحنات، والمقدر ب200 شاحنة، وهذا ما يتسبب في إنهاك الحافلات العاملة حاليا، والتي تقدر ب300 شاحنة، والتي تشتغل ضعف طاقتها، ما يتسبب في كثرة الأعطاب الميكانيكية بالإضافة إلى عدم رمي الفضلات في المزابل المخصصة للقمامة خاصة في الساحات العمومية وعلى أبواب العمارات. “إكسترا نات” للعمل الجواري قال رئيس وحدة “نات كوم” لسيدي امحمد، إن ولاية الجزائر استعانت هذا العام بمؤسسة نظافة جديدة لتعويض غياب “نات كوم” عن 26 بلدية بالعاصمة، والأمر يتعلق بمقاطعات براقي، زرالدة، الدويرة، الدرارية، الرغاية، وبرج البحري، التي تعاني من عجز كبير في رفع القمامة التي تتولاها البلديات، ما ساهم في نشر الأمراض وتشويه البيئة، ويتعلق الأمر - حسب المتحدث بمؤسسة “إكسترا نات” - التي ستعمل على تغطية عملها ب22 بلدية مجاورة كما أنها ستساهم في خلق عدد كبير من اليد العاملة عن طريق تشغيل الشباب في هذه المؤسسة التي ستعمل بطريقة دائمة في تنظيف العاصمة وتضمن نقلا يوميا للقمامة من جميع الأحياء وفي أوقات متعددة، بالاستعانة بقرابة 200 شاحنة وألفين عامل. عمال “نات كوم” في خطر في السياق، قال المتحدث إن أعوان النظافة يتكبدون مشقة كبيرة في عملهم وهو صائمون، فيتحملون الروائح الكريهة ومشقة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، وعليه إلى ضرورة تحلي المواطن بروح التعاون مع أعوان النظافة من خلال إخراج الفضلات في الوقت المحدد بالإضافة إلى عزل النفايات التي تشكل خطرا، خاصة الزجاج المكسور الذي قد يعرض أعوان النظافة للخطر.