عرفت أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء انخفاضا طفيفا في ثاني أسابيع شهر رمضان الكريم، وهذا راجع حسب مختصين الى نقص الطلب عليها مقارنة بالأسبوع الأول من رمضان، ويتوقع الباعة وخبراء، تواصل انخفاض الأسعار الأياّم القادمة مع عودة ارتفاعها آخر أسابيع الشهر قبل أيام قليلة من العيد. في جولة استطلاعية قادتنا إلى سوق »كلوزال« بالعاصمة وقفنا على انخفاض أسعار بعض السلع التي عرفت ارتفاعا فاحشا في الأيام الأولى من رمضان خاصة الخضر و اللحوم ، لكن بعد مرور حوالي أسبوعين عرفت انخفاضا طفيفا في بعض المنتوجات بينما حافظت منتوجات أخرى على نفس سعرها ، حيث بقيت أسعار اللحوم الحمراء على حالها إذ قدر لحم الغنم ب 1350 دج أما لحم البقر بلغ سعره 850 دج ، وهي نفس الأسعار التي رصدناها أول أيام رمضان، في حين عرفت اللحوم البيضاء انخفاضا طفيفا ، فبعد أن كان سعر الكيلوغرام الواحد للدجاج 340 دج أصبح 320 دج ، أي يقدر الفارق ب 20 دج فقط. أما فيما يخص أسعار الخضر فيقدر سعر الجزر ب 80 دج بعد أن كان ما بين 100 و 120 دج ، ونفس السعر بالنسبة للكوسة » القرعة« ، أما فيما يخص الليمون وصل سعره الى 300 دج بعد أن كان سعره 150 دج ، وأرجع بعض الباعة ارتفاع سعر الليمون الى انقضاء موسمه. وفي نفس الموضوع قال أحد باعة الخضر بسوق »كلوزال« أن الخضر عموما عرفت انخفاضا بفارق 10 الى 20 دج مقارنة بأسعار الأيام الأولى فمثلا »الفاصولياء الحمراء« بيعت ب 160 دج في أول أسبوع من شهر رمضان و اليوم تقدر ب 100 دج، في حين حافظت كل من البطاطا، الفلفل الحلو، الطماطم، على أسعارها الأولى، ويعود سبب هذا التراجع في السعر حسب ذات البائع إلى نقص الطلب مقارنة بالأيام الأولى كون أغلبية المواطنين قاموا بشراء المنتوجات في الأسبوع الأوّل. من جهتهم المواطنون وجدوا أن هذا التراجع الطفيف في الأسعار لا يريحهم أيضا، حيث قالت ل.م في هذا الشّأن » لا يوجد أي فرق في الأسعار فحتى لو نقص 10 أو 20دج الأسعار لا تزال ملتهبة«، ويشاطرها الرّأي ن.محمد الذي يرى أنّ هذا النقص لا يعني شيئا »خاصّة في أسعار الخضر التي ترقّبنا انخفاضها بفارغ الصبر لكن لم تبارح مكانها، أمّا اللّحوم الحمراء فحدّث ولا حرج« -يضيف-. في ذات السّياق يتوقّع الخبير الاقتصادي »عبد المالك سرّاي« أن يتواصل انخفاض الأسعار أكثر في الأيام القليلة القادمة نظرا لتوفر المنتوج في الأسواق وغرف التبريد ويرجع الارتفاع الفاحش الذي عرفته الخضر في الأسبوع الأّول إلى تجّار الجملة في ظل غياب الرقابة اللاّزمة، الأمر الذي قد يعيد سيناريو ارتفاع الأسعار قبل انقضاء الشّهر إذا لم تتخذ الإجراءات اللاّزمة لمحاربة ومعاقبة محتكري السّلع ومراقبة المواد المخزّنة،أمّا بالنسبة للحوم الحمراء يرى محدّثنا أنّها تختلف عن الخضر والفواكه ما يجعلها ترتفع لا شك أياما قبل العيد لزيادة الطلب عليها الأمر الّذي يدفع بالمواطنين إلى اقتناء اللّحوم البيضاء خاصة الدجاج الذي يتوقع انخفاضه أكثر . هذا وأشار »سراي« إلى الإجراءات الممتازة والتوجيه السليم الذي تنتهجه السلطات في حق التجار من أجل احتواء الأوضاع والقضاء على الظّواهر الدنيئة التي باتت شائعة اليوم كلجوء المواطنين إلى التدين والاقتراض من أجل إتمام الشهر خاصّة وأنّ حوالي 60 بالمائة منهم قدرتهم الشرائية لا تعادل دخلهم.