قررت نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست( تنظيم جامعتها الصيفية بمدينة بني صاف في ولاية عين تموشنت في الفترة من 17 إلى 24 أوت الجاري، وهي الجامعة الثامنة من نوعها التي تعقدها »كناباست« منذ تأسيسها سنة 2003 حتى الآن، وقد طلبت قيادتها الوطنية من كل المكاتب الولائية ضبط القوائم الأولية للراغبين في المشاركة في أشغالها، وحضور جلساتها. راسلت القيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( مكاتبها الولائية عبر 48 ولاية، تُعلمها أن تاريخ تنظيم جامعتها الصيفية التي اعتادت على عقدها في عطلة كل صيف سيكون من 17 إلى 24 أوت الجاري، وقد طلبت من كل مكتب ولائي تسجيل عدد الراغبين في المشاركة بصورة أولية في أشغال هذه الجامعة الصيفية التي ستعقد في مدينة بني صاف في ولاية عين تموشنت، وعلى أن تِؤكد لها فيما بعد القائمة النهائية للمشاركين في الأشغال، والراغبين في الحضور، مع العلم أن هذه الجامعة هي ثامن جامعة صيفية تنظمها نقابة »كناباست« بشكل متسلسل منذ تأسيسها سنة .2003 ومن دون شك فإن التركيز في حصر هذا العدد سينصبّ بالدرجة الأولى على الأساتذة العاملين في أطوار التعليم الثلاثة: ابتدائي، متوسط ، وثانوي، يُضاف إليهم الأساتذة والمعلمون النقابيون عبر الولايات. وحسب ما هو متوقع، فإن المحاضرات والمداخلات التي ستُلقى في هذه الجامعة والنقاشات التي ستعيشها ستتركّزُ أساسا حول أمهات القضايا والانشغالات المطروحة، التي تنضوي إجمالا تحت بابين كبيرين هما: أولا إصلاح المنظومة التربوية بإعادة النظر في كافة الجوانب التي هي بحاجة إلى تفكير جديد وإلى مراجعة وتغيير، وثانيا كل ما يتعلق بظروف المهنة ومجمل المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة. وحتى وإن لم تعلن رسميا نقابة »كناباست« حتى الآن عن مدعوّيها من الخبراء والمختصين والأساتذة الجامعيين، الذين سيشاركون فيها بالمحاضرات والمداخلات، إلا أنه من الآن ينتظر أن تكون جهودهم النظرية هم أيضا تصب في نفس الوعاء الإصلاحي المطلبي المشار إليه سابقا. وتبعا لطريقة العمل التي دأبت عليها هذه الجامعات الصيفية، فإن الجامعة الحالية لنقابة »كناباست« ستعمد إلى تشكيل ورشات عمل من مجموعة أعداد من الأساتذة والنقابيين والمختصين، وكل ورشة يُحدد لها محور من المحاور الكبرى المطروحة، ويكون النقاش والبحث فيها متواصلا على مدى أيام انعقادها، إلى أن تنتهي لصياغة تقارير وتوصيات، تُعرض جميعها على كافة المشاركين في الجلسة الاختتامية التي ستكون في آخر يوم من أيام الجامعة، وعلى أن تُحال هذه النتائج النهائية على وزارة التربية الوطنية وكافة الجهات الرسمية الأخرى المعنية. إلا أن ما يلاحظ من الآن وعقب كل جامعة صيفية، أن القرارات والتوصيات المستخلصة لا تلقى طريقها إلى التطبيق، بل ولا تلقى طريقها حتى إلى التمحيص، والاستعانة ببعض ما جاء فيها من قبل الوصاية والجهات الرسمية الأخرى، رغم أنها صادرة عن أهم مكونات الأسرة التربوية، بما فيهم من أساتذة وخبراء ومختصين جامعيين مُتضلّعين في الشأن التربوي، ولا أدلّ على ما نقول من التجاهل المُطبق والتعتيم الكامل الذي لفّ نتائج ورشات عمل سبع جامعات صيفية على امتداد سبع سنوات متعاقبة واحدة بعد الأخرى، رغم أن المنظومة التربوية، ووزارة التربية نفسها كانت ومازالت بحاجة ماسة إلى تجسيد ما نصّصت عليه هذه الجامعات الفكرية، وما أكثر القضايا الهامة والشائكة التي تدارستها هذه الجامعات وأعطت لها الحلول الناجعة المناسبة، ولم تعمل بها الوصاية، بل وكان مصيرها التجاهل التام، وهو الأمر الذي يضاعف سنويا من تعميق الشرخ بين ولاة أمور التربية في الجزائر وسائر الشرائح المكونة للمنظومة التربوية، وتلك هي المصيبة الكبرى التي حالت دون التوصل إلى إصلاح تربوي فاعل وحقيقي.