توقّعت مصادر مقرّبة من شيخ الطريقة العلاوية الدكتور خالد بن تونس أن يقدم الأخير على خطوة جديدة لإنهاء الجدل القائم منذ فترة حول كتابه «الصوفية الإرث المشترك» الذي أثار موجة كبيرة من الانتقادات، حيث لم تستبعد أن يبادر إلى سحب الصور المشخصة للرسول الكريم والصحابة وكذا صورة الأمير عبد القادر داخل نجمة داوود، ويأتي ذلك استجابة للدعوات التي تلقتها الطريقة العلاوية في هذا الشأن. وحسب ما علمته «صوت الأحرار» من جهات تتابع تطورات ملف كتاب شيخ الطريقة العلاوية الموسوم «الصوفية الإرث المشترك»، فإنه من المحتمل جدا أن يتم «تنقيح» الطبعة المقبلة لهذا الكتاب عملا بالانتقادات والملاحظات التي تلقاها منذ صدوره في طبعته الأولى باللغتين العربية والفرنسية وذلك حتى يعطي كتابه بعده الشامل خاصة وأن الجهات التي وقفت ضد المؤلف لم تنتقده كثيرا من حيث المضمون، ولو أن مصادرنا أكدت في المقابل أن خيارا من هذا القبيل يقرّره الشيخ خالد بن تونس. وجاء هذا التأكيد على أساس ما أسمته مصادرنا «السعي إلى تهدئة النفوس بين جميع الأطراف»، وبالتالي فقد رأت أنه من الطبيعي أن يستجيب الدكتور خالد بن تونس لعديد الدعوات التي وجّهت له من أجل إخفاء تلك الصور التي وصفت بأنها «تسيء للإسلام» وفي مقدّمتها الصور التي تشخّص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، كما اعتبرت ذات الجهات التي تحدّثت إلى «صوت الأحرار» أن الشيخ لن يحيد عن أي أمر يخدم مصلحة الأمة بالدرجة الأولى وهو الذي، تضيف، يعمل في هذا الاتجاه. ولتأكيد مدى صحة ما يدور بشأن «تراجع الدكتور خالد بن تونس» عن موقفه بشأن سحب تلك الرسومات التي أثارت جدلا كبيرا منذ احتفال الزاوية العلاوية بمئويتها شهر جويلية الأخيرة، لم ينف الناطق الرسمي للطريقة نصر الدين موهوب هذا الأمر كما لم يؤكده، واكتفى في تصريح خصّ به «صوت الأحرار» بالقول إن «ما أعرفه أن هناك جديدا وسيكون إن شاء الله في حدود نهاية الأسبوع الجاري»، دون أن يقدم تفاصيل أخرى من منطلق أنه لا يعلم بالتفصيل بطبيعة التعديلات التي سيتم إجراؤها في الطبعة المقبلة للكتاب. كما أورد نصر الدين موهوب ردّا على المنتقدين لكتاب بن تونس وكذا الدعوات المتتالية إلى سحبه من السوق، بأن المؤلّف غير موجود أصلا وغير متداول في السوق «وبالتالي ليس هناك داع لسحبه ما دام غير موجود»، مشيرا إلى أن كل ما في الأمر هو أن الكتاب تم تداوله فقط بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية للطريقة العلاوية بمستغانم وقد نفذت كل الأعداد التي تم طبعها بهذه المناسبة، ولم ينف كذلك أن التحضير جار حاليا لإصدار طبعة جديدة قريبا. وكان من المتوقع أن يقدم شيخ الطريقة العلاوية على أخذ الملاحظات ووابل الانتقادات التي نالها كتابه الأخير من أجل إنهاء الجدل القائم حوله، وقد كان وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله آخر من تهجموا على الكتاب قبل أيام قليلة عندما اعترف صراحة بأنه تضمن إساءات وجب حذفها خاصة منها المنمنمات التي تشخّص الرسول الكريم والصحابة، كما أكد أيضا في تصريح له أن انتشار المؤلّف في السوق تم بطريقة غير نظامية وأن وزارته ليست الجهة المخوّلة بمنع نشر الكتاب. وتعتبر جمعية العلماء المسلمين أول هيئة انتقدت صراحة وبشدة كتاب خالد بن تونس الذي اتهمته بالإساءة للإسلام والرموز الوطنية، وقد سار المجلس الإسلامي الأعلى على نهجها عندما طالب هو الآخر بسحب الصور المسيئة أو تغطيتها من مضمون الكتاب، وبدورها فإن حركة النهضة قالت إنها صدمت من تمسك شيخ الطريقة العلاوية بموقفه بعدم الإساءة للرسول، فيما لم يتوان رئيس حركة حمس في وصف الكتاب بأنه تضمن «شطحات صوفية» في إشارة واضحة إلى المنمنمات التي قال إنها أساءت للإسلام بصورة «ما أنزل الله بها من سلطان».