خلّفت رياح قويّة عصفت بوهران على مدار يومين، منذ زوال الخميس الماضي، خسائر معتبرة تمثّلت في حوادث مرور وإقتلاع أشجار وسقوط أعمدة كهربائية وعزل عدّة مناطق، إضافة إلى إنهيارات على مستوى المساكن الهشّة. سجّلت مصالح الحالة المدنية 83 تدخّلا متفاوتة الخطورة بسبب الرياح التي عصفت بالولاية خلال اليومين الماضيين، إذ تمّ الاستنفار من أجل التدخّل العاجل وإنقاذ المواطنين وممتلكاتهم على مستوى كافة البلديات، وكانت على رأس الحوادث، الإنهيارات الجزئية التي عرفتها عدّة بنايات هشّة على مستوى الأحياء العتيقة، منها إنهيار جدار طوله 10 أمتار وعلوه 6 أمتار بجوار مساكن جماعية تقيم فيها العشرات من العائلات بشارع عسكري محمد بحيّ سانت انطوان، وهو الجدار الذي كاد أن يخلّف كارثة حقيقية لولا مصالح الحماية المدنية التي رابطت بعين المكان في حدود الساعة الثانية زوالا من نهار الجمعة، لمدّة 4 ساعات وتمكنّت من هدمه وإنقاذ العائلات. كما تمّ تسجيل سقوط شرفات وأسقف غرف وسلالم وإنهيارات على مستوى السطوح وإقتلاع كلّ ما يتواجد عليها من ألواح أو صفائح حديدية وتطاير المقعرات الهوائية، الأمر الذي خلّف بعض الخسائر الماديّة على مستوى المركبات التي كانت مركونة أسفل هذه البنايات، كما تمّ تسجيل حادث مرور خلّف 5 جرحى على مستوى دوار السانيا، أين اقتلعت الرياح لافتة مرور، لتصطدم بها سيارة مارّة. وتمّ تسجيل سقوط عدّة أشجار وأعمدة كهربائية على مستوى الطرقات ومحاور الدوران وهو ما كان سببا في وقوع حوادث مرور ماديّة، وزاد من مخاوف السائقين والمارّة الذين فضّل أغلبهم المكوث بالبيت إلاّ في حالات الضرورة، وبالتالي تمّ تسجيل طرقات شبه خالية لكنّها خطيرة جرّاء قوّة الرياح التي تراوحت ما بين 60 إلى 90 كلم في الساعة ولم تتوقف إلى غاية زوال أمس، فيما نتج عن سقوط أعمدة الكهرباء، انقطاع التيّار عن عدّة مجمّعات سكنية زيادة على إنقطاعات الهاتف والأنترنيت، وبالتالي عزلة هذه المناطق التي عبّر سكّانها عن الاستياء الكبير ليس لحدوث الاضطرابات الجويّة إنّما بسبب العيوب في الإنجاز التي طالت مختلف المشاريع والتي سرعان ما تنكشف سواء بفعل الأمطار أو الرياح. أمّا على مستوى الميناء والساحل الوهراني، فقد تمّ تسجيل تجميد للملاحة البحرية بسبب ارتفاع أمواج البحر إلى مستويات قياسية وتسارع حركة المدّ والجزر، وهو ما أدّى إلى غياب الأسماك عن الأسواق نهاية الأسبوع مع تسجيل تناقص كبير في الإنتاج هذا شهر جانفي بسبب الاضطرابات الجويّة وعدم مغامرة الصيّادين. وتعيش على إثر هذه الاضطرابات العائلات بالبنايات الآيلة للسقوط، حالة رعب كبيرة مخافة حدوث إنهيارات، مطالبة والي الولاية بالتدخّل العاجل لترحيلها، كما نالت هذه الاضطرابات من المئات من المتشرّدين بالشوارع سواء الجزائريين أو السوريين أو الأفارقة والذين يتعرّضون لبرودة شديدة. وقد شنّت مصالح الأمن ومصالح مديرية النشاط الاجتماعي وبعض الجمعيات حملة طول فصل الشتاء لتقديم مختلف المساعدات لهؤلاء من أفرشة وأغطية ووجبات ساخنة، إضافة إلى نقل العجزة والأحداث إلى الدور المخصصة لهم.