قدمت الجزائر الخميس المنصرم مساعدات عسكرية هامة من مخزونها من الأسلحة تمثل في صواريخ جو- أرض، ويندرج ذلك ضمن المساعدات التي شرعت الجزائر في تقديمها لتونس لدعم جهود الجيش التونسي في مواجهة الإرهاب، علما أن البلد يواجه تهديدات أمنية متزايدة بفعل تنامي العمليات الإرهابية ونشاط المجموعات المسلحة خاصة في جبل الشعانبي، وعلى الحدود الجنوبية مع ليبيا. نقلت العديد من وسائل الإعلام التونسية والعربية عن مصدر امني جزائري لم تذكر اسمه، قوله أن تونس قد تسلمت من الجزائر صواريخ جو- أرض روسية الصنع تستخدم في قصف أهداف أرضية كمساعدات لدعم تونس في مواجهة الجماعات الإرهابية، وأوضح نفس المصدر أن »الجيش التونسي تسلم الخميس دفعة من الصواريخ جو-أرض تستعمل في عمليات مكافحة الإرهاب مثل قصف مخابئ الجماعات الإرهابية، من الجيش الجزائري«، من دون أن يحدد أعداد تلك الصواريخ، مضيفا أن »المساعدات تم نقلها عبر ممر بري في تبسةالجزائرية الحدودية مع تونس«، مشيرا إلى أن الصواريخ من مخزون الأسلحة لدى الجزائر، وأوضح ذات المصدر في نفس السياق أن »هذه الصواريخ روسية الصنع تحمل على الطائرات العمودية (مروحيات)، وتستخدم أساسا في قصف أهداف أرضية وهو ما يحتاجه الجيش التونسي لضرب مخابئ لعناصر إرهابية تتحصن في جبال قرب الحدود بين البلدين مثل جبل الشعانبي« للإشارة سلمت السلطات الجزائرية نظيرتها التونسية في وقت سابق دفعات هامة من المساعدات العسكرية، وبحسب ذات المصدر فإن »الجيش التونسي تسلم سابقا عدة دفعات من الأسلحة التي يحتاجها في عمليات مواجهات الجماعات الإرهابية، في إطار اتفاق أمني بين السلطات في البلدين«، ولم يعلن عن هذه المساعدات العسكرية الجزائرية للجيش التونسي رسميا من جانب سلطات البلدين، ووصف الاجتماع الذي انعقد بتبسة في نهاية جويلية من العام المنصرم، وضم الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، بالمفصلي والهام بحيث ساهم في تثبيت دعائم التعاون الأمني بين البلدين، وتسريع وتيرة المساعدات التي شرعت الجزائر في تقديمها إلى تونس، بحيث خلص إلى اتفاق تزود بموجبه الجزائرتونس بمعدات عسكرية، إضافة إلى تدريب عدد من قوات الجيش على عمليات وتكتيكات مكافحة الإرهاب، وتأتي هذه المساعدات ضمن خطة تعاون أمني وعسكري يعزز التعاون في مكافحة الإرهاب بين الجارتين، وفي سياق نقل التجربة الجزائرية الناجحة في مكافحة الإرهاب. وبين الجزائروتونس تعاون وتنسيق أمني على مستوى عالي جدا، يتجاوز مجال تبادل المعلومات، إلى مساعدات عسكرية تقدمها الجزائر منذ فترة للجيش التونسي من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي تفشى بشكل واضح في هذا البلد خاصة بعد »ثورة الياسمين« في تونس، والتدهور الأمني الذي يضرب ليبيا منذ فترة، مع تبعات ذلك على امن واستقرار تونس، سواء بسبب تهريب السلاح أو بفعل تحركات من يسمون ب »الجهاديين«. لقد عرفت تونس العديد من الاعتداءات الإرهابية الدامية، وقام الجيش التونسي بالتنسيق الاستخبراتي مع الجيش الجزائري بعمليات ناجحة استهدفت أوكار الجماعات الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين القريبة من الحدود مع الجزائر، يذكر أيضا أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى الجزائر مطلع فيفري المنصرم إن »التعاون بين الجزائروتونس في مستوى مثالي ولولا الجزائر والتعاون الأمني بين الجزائروتونس لانتشر الإرهاب بالمنطقة«.