جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني التأكيد على أن المؤتمر العاشر سينعقد أواخر في الموعد المحدد، وأنه سيكون جامعا وموحدا للم شمل المناضلين دون إقصاء أو تهميش، كما أبرز أهمية أن يكون هذا الموعد نقلة نوعية للحزب، المؤتمر العاشر سيسمح تمكنه من الإسهام بشكل فعال في الحياة السياسية للبلاد، بغية تعزيز الأمن والاستقرار ودعم الاقتصاد الوطني، مشددا على ضرورة أن يخرج الحزب بعد المؤتمر بخطاب جديد وكفاءات ذات نوعية. ويأتي هذا التأكيد تفنيدا للادعاءات الني يروج لها البعض، والتي تشكك في انعقاد المؤتمر آخر هذا الشهر وتزعم أن المؤتمر سيكون فرصة لتصفية الحسابات والقيام بعملية إقصاء واسعة، ولذلك أبى الأمين العام إلا أن يبعث رسائل طمأنة، مفادها أن المؤتمر العاشر سينعقد في التاريخ المعلوم، لن يتأخر يوما واحدا وأنه لن يكون مؤتمرا للإقصاء، لأن الهدف هو بناء حزب منسجم ومتماسك، أبوابه مفتوحة أمام كل من يؤمن بحزب جبهة التحرير الوطني. هذه هي الصورة الجديدة التي يجب أن يكون عليها حزب جبهة التحرير الوطني، حزب يتطور، يتجدد، يتغذى بالطاقات الشابة والنخب السياسية والثقافية ويكون في مستوى الرهانات الكبرى المطروحة علية، باعتباره الحزب الأعرق والأكثر تجذرا في المجتمع. ولعل ما ينفي كل المزاعم عن انقسام اللجنة المركزية ما تميزت به عملية تنصيب اللجان الفرعية المكلفة بتحضير المؤتمر العاشر، حيث شهدت حضورا مكثفا لأعضاء اللجنة الوطنية، مما يؤكد بوضوح بأن الحديث عن الانقسام لا يصمد أمام إرادة أعضاء اللجنة المركزية في الاشتراك بقوة في التحضير للمؤتمر وتوفير شروط نجاحه. لقد شهدت عملية تنصيب اللجان الفرعية، التي أشرف عليها أعضاء المكتب السياسي، مشاركة الأغلبية الغالبة من قيادة الحزب، وهذا ما تشهد عليه وسائل الإعلام المختلفة التي كانت حاضرة، كما أن المراقب والمتابع للحياة السياسية في البلاد يلاحظ الحركية التي يصنعها الحزب على الساحة السياسية الوطنية، من خلال تحضير المؤتمر. إن الحركية التي يعيشها الأفلان والديناميكية التي تحدثها القواعد النضالية، تؤكد التلاحم بين القاعدة والقيادة، وكذا التجاوب الكبير مع الأسلوب المعتمد في تحضير المؤتمر، والأهداف المتوخاة من هذا الاستحقاق السياسي الهام، الذي يكتسي طابعا خاصا ومميزا، سواء على الصعيد الداخلي، بحيث سيتم من خلاله إعادة ترتيب بيت الأفلان على الشكل الذي يطمح إليه المناضلون أو على الصعيد الوطني، إذ يحظى هذا الموعد باهتمام كافة مكونات الطبقة السياسية وكذا مختلف الوسائل الإعلامية. إن رهانات المؤتمر العاشر عديدة ومتنوعة، ولعل أهمها على الإطلاق تعزيز المكانة الريادية التي يحتلها الأفلان، باعتباره القوة السياسية الأولى في البلاد، ويشكل كذلك قوة اعتدال وتوازن، فضلا عن كونه الفصيل السياسي الحامل للتاريخ الكفاحي والنضالي والمتطلع إلى المستقبل الآمن والمزدهر للجزائر والجزائريين. لعل مهاما بهذه الأهمية، هي التي تجعل من المؤتمر العاشر ذا أبعاد حيوية، تقتضي في المقام الأول منه أن يكون محطة للتجديد في الأفكار ضمن المنطلقات النوفمبرية، وفي الأساليب النضالية التي ترتكز على القيام بعملية تشبيب الحزب، الذي يحتاج إلى دماء جديدة في التعاطي مع احتياجات المجتمع، الذي يتشكل في غالبيته من فئتي الشباب والنساء، اللذين يتوفران على خزان من الكفاءات والطاقات التي بإمكانها الدفع بأداء الأفلان إلى مستويات أرقى في كافة المجالات الوطنية. إن المؤتمر العاشر، انطلاقا من هذه المعطيات وغيرها، يعتبر محطة واعدة على أكثر من صعيد، ليس فقط لكونه مؤتمر المناضلين في القاعدة، والذين انخرطوا في العملية التحضيرية، مفندين بذلك كل مزاعم الانقسام والفرقة، بل وكذلك لأنه سيكون مؤتمر تعزيز الوحدة والانسجام بين المناضلين، علاوة على أنه سيكون تتويجا لجهود القيادة،التي أعادت الحزب إلى المناضلين الذين تجندوا جميعهم لإنجاح المؤتمر، الذي سيكرس وحدتهم وتمسكهم بمبادئ وقيم الشعب الجزائري.