حسب وسائل إعلام برازيلية يعتزم مجمع سيفيتال الذي يديره رجل الأعمال يسعد ربراب استثمار 750 مليون دولار أمريكي في مشروع في البرازيل يخص صناعة الميثانول من الذرة، وإنتاج الصوجا والذرة كأعلاف للحيوانات، ويتوقع أن يوفر المشروع ألف منصب شغل مباشر وألفي منصب شغل غير مباشر، وقد قاد المباحثات مع مجمع سفيتال عن الجانب البرازيلي كاتب التنمية الاقتصادية الذي اعتبر أن المشروع ذو أهمية كبيرة بالنسبة لمنطقة ماتو غروسو التي ستحتضنه. كثير من الأسئلة تطرح عن الأسباب التي تجعل مجمعا جزائريا يذهب بعيدا من أجل استثمار أمواله، وخلق مناصب شغل في حين لا يكف الجزائريون عن البحث عن طرق لجلب الاستثمارات الأجنبية، والأسوأ من هذا أن ربراب حين زار البرازيل مطلع شهر أكتوبر الماضي لإتمام الصفقة كان الجدل يدور في الجزائر حول استثمارات المجمع في الجزائر، وقد اتهم من قبل وزير الصناعة بالسعي إلى جلب عتاد قديم إلى مصنع برانت الذي أقامه في برج بوعريرج، وسرعان ما تحول الأمر إلى جدل سياسي. يقول الخبراء في الاقتصاد إن الاقتصاديات الناجحة في مختلف أنحاء العالم قامت على تشجيع الاستثمار الوطني، ومن ضمن الذي يؤمنون بهذا الخيار رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور الذي كان يقول إنه لا يمكن أن نعول على الاستثمار الأجنبي لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، ويبدو هذا الرأي منطقيا إلى أبعد الحدود، فلن يكون إقناع المستثمر الأجنبي سهلا حين نعلم أن مجمعات جزائرية ناجحة تلجأ إلى استثمار أموالها في الخارج بدل أن تفعل ذلك في الجزائر. لقد أثبتت التجربة أن السياسة هي آفة الاقتصاد في الجزائر، فالخيارات الاقتصادية الفاشلة منذ الاستقلال كانت نابعة من خيارات سياسية وإيديولوجية جعلت الاقتصاد مجرد تجسيد للدعاية الرسمية التي لا تستند إلى أي قراءة مضوعية للواقع والحاجات الحقيقة للجزائريين، وكان الانفتاح الاقتصادي هو الآخر مجرد خيار سياسي لم يعتمد على خطة علمية مدروسة بشكل جيد، وآخر ما وصلنا إليه هو هذا الاصطفاف السياسي الذي صار مفروضا على كل رجل أعمال، وهو ما يجعل الحديث عن مشروع للنهوض بالاقتصاد مجرد خطاب للاستهلاك الإعلامي.