كانت الرسالة التي حاول الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أن يبلغها، أول أمس، سواء للرأي العام أو للطبقة السياسية واضحة وصريحة في نفس الوقت، وهي تحديد الأولويات في المرحلة المقبلة، عندما أكد أن أكبر تحد ينتظر الجميع هو بناء"جداروطني" من أجل حماية أمن البلاد واستقرارها على خلفية الأوضاع غير المستقرة على حدود البلاد خاصة الشرقية، وذلك يعد أن وجه انتقادات صريحة لأحزاب المعارضة التي اتهمها باللّهث وراء الكرسي دون سواه. أولى عمار سعداني الأمين العام للأفلان خلال ترؤسه، أول أمس، اجتماعا للمكتب السياسي بالغ الاهتمام للمبادرة الوطنية التي ستكون بمثابة الحصن المتين لوحدة البلاد وأمنها، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب المؤامرات التي تحاك ضدها، أو منخلال المخاطر الأمنية التي تتهددها جراء تعقد الأزمة في لبيبا وانتشار الجماعات الإرهابية بهذا البلد خاصة ما يسمى تنظيم »داعش«. ومن هذا المنظور يرى عمار سعداني أن أولى الأوليات بالنسبة لحزب جبهة التحرير خلال المرحلة المقبلة، وذلك بعد أن تم المصادقة على وثيقة الدستور يتمثل في البحث عن الحلول التي بإمكانها درأ الخطر عن البلاد، وهو ما يصبو إليه الأفلان الذي أعلن عن مبادرة فيهذا الشأن، ويتعلق الأمر بمبادرة الجدار الوطني التي سيجتمع بشأنها كل التشكيلات والشخصيات والتنظيمات التي انخرطت ضمنها بالقاعة البيضاوية قريبا بهدف وضع خارطة طريق للرهانات المستقبلية. ولأن المبتغى من المبادرة الوطنية من اجل التقدم في ظل التلاحم والانسجام، يتعلق بهدف نبيل يتعلق بحماية البلاد، فإن هذه المبادرة لا تحمل مآرب شخصية بل ستكون لها فوائد للوطن دون سواه حسب تأكيدات سعداني الذي يراهن على ثلاثة دعائم أساسية لإنجاحها ويتعلقالأمر بالعمل السياسي والعمل الإعلامي والعمل الجمعوي، وهو ما يؤكد أن الأفلان لا يريد تزعم الساحة السياسية لوحده بل يريد أن يتشارك مع الجميع من أجل إثراء الساحة السياسية ببرامج حقيقية وعدم الجنوح وراء أغراض سياسية بحتة. وقد حاول الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنية"تعرية" الغايات الخفية من وراء اجتماع تكتل المعارضة الذي تزامن مع اجتماع المكتب السياسي، أول أمس، حين أكد أن المعارضة بتشكيلاتها السياسية وشخصياتها الوطنية لم تتخلص من عقدة الانتخابات واللهث وراءالكرسي، وتناست واجباتها الحقيقية من أجل تعبئة الرأي العام بالأخطار التي تهدد البلاد. وعليه فإن الرهان الحقيقي لحزب جبهة التحرير الوطني مستقبلا بغض النظر عن ما ينتظره من استحقاقات مصيرية هي دون شك ضمن أجندته، وقد وضع بشأنها إستراتيجية لكسبها، يتعلق ببناء جدار وطني بهدف تعزيز الجبهة الداخلية وحماية امن البلاد واستقرارها، بمشاركة كل الفاعلين وهو ما أكد عليه عمار سعداني حين أكد أن يد الأفلان ممدودة لكل من يساهم في هذا المسعى.