أكدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أمس أنها ستضطر إلى تأخير إقامة مقر للقيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم" في القارة السمراء، في محاولة من واشنطن لتجاوز النظرة السلبية التي تبديها البلدان الإفريقية إزاء هذا المشروع الذي أثار جدلا كبيرا. بعد مساع حثيثة ترجمتها رسميا زيارات مكثفة لمسؤولين أمريكيين إلى القارة السمراء كانت آخرها زيارة الجنرال ويليام وورد قبل أسبوعين تقريبا إلى تونس والمغرب، اقتنعت إدارة جورج بوش أخيرا بضرورة تأخير إقامة مقر للأفريكوم في إحدى دول القارة السمراء ما يعني أنها ستبقى لوقت أطول في مدينة شتوتغارت الألمانية. وفي نفس السياق اعترف عسكريون أمريكيون بأن نقل مقر القيادة العسكرية إلى إفريقيا سيستغرق بعض الوقت، مرجعين ذلك إلى أنهم يسعون إلى تجاوز النظرة السلبية التي تبديها البلدان الإفريقية إزاء هذا المشروع، حيث أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية " في البداية كنا نعتقد أن الأمر سيسير بسرعة، مضيفا أن الصورة التي تم تداولها هي أن الأمر يتعلق بقوة للتدخل في القارة (الإفريقية) ولا يهم عدد المرات التي حاولنا فيها تفسير هذا الوضع لأنهم لم يصغوا" إلى التوضيحات الأمريكية. ويرى ذات المسؤول الأمريكي أن الولاياتالمتحدة تأمل أن يرى الأفارقة في تعزيز المساعدة في المجال الأمني أمرا مجديا، وعندها سيؤيدون وجودا إقليميا أو تعاونا يشمل القارة مشيرا إلى أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت و" ليس لنا أن نستعجل الأمور، لن نقوم باتخاذ خطوات سريعة لمساعدة أشخاص لا يرغبون في ذلك". قرار البنتاغون بالتريث في نقل الأفريكوم إلى إفريقيا جاء بعد أيام قليلة من زيارة الجنرال الأمريكي وليام وورد إلى كل من تونس والمغرب، التي أكد أن واشنطن قد تخلت عن رغبتها في إقامة قيادة لها في القارة السمراء، لكنه مع ذلك اعتبر أن الإرهاب مازال يمثل خطرا على منطقة الساحل الإفريقي. زيارة وورد الأخيرة كشفت للولايات المتحدةالأمريكية حجم الرفض الذي يلقاه مقترح إقامة قيادة عسكرية أمريكية في المنطقة، وجعلها تراجع حساباتها، وعلى الرغم من أن الأفريكوم ستبقى في شتوتغارد الألمانية لسنوات أخرى - ربما إلى غاية 2010- إلا أن واشنطن مازالت تبحث عن منافذ أخرى للخروج من هذا المأزق، فالجيش الأمريكي لم يتخل بعد عن فكرة إقامة عدد من مقار قيادة القوة بطواقم صغيرة في دول تضم أيضا مكاتب للاتحاد الإفريقي، كما أن إمكانية تطوير حوالي 12 مكتبا للتعاون العسكري في أفريقيا أمر وارد الحدوث.