ذكر أول أمس مصدر في السفارة الأميركية بالرباط أنه لا توجد في الوقت الحالي أي مخططات أميركية عاجلة بشأن نقل قاعدة ''آفريكوم'' من مقرها الحالي في شتوتغارت في ألمانيا إلى إفريقيا، ردا على ما تداولته عدة جهات عقب مغادرة مسؤولين عسكريين أمريكيين مدينة طانطان الجنوبية التي حلوا بها نهاية الأسبوع الماضي• غادر الاثنين الماضي مسؤولون عسكريون أميركيون برتب مختلفة مدينة طانطان بعد زيارة دامت عدة أيام، أدرجتها مصادر مغربية في إطار التحضيرات المشتركة بين واشنطنوالرباط للقيام بمناورات عسكرية، اعتاد البلدان القيام بها في فترات متفرقة، وتم الاتفاق على تاريخ انطلاقها بين 17 و20 ماي الجاري على أن تستمر مدة أسبوعين، ما فتح المجال لعودة الحديث عن قاعدة ''آفريكوم'' التي سعت الولاياتالمتحدةالأمريكية طيلة ثمانية عشر شهرا لإقناع البلدان المغاربية الخمسة وبلدان أخرى مطلة على الصحراء الكبرى باستضافة مقرها، رغم الجهود التي بذلها مسؤولون مدنيون وعسكريون أميركيون جالوا في عواصم المنطقة أكثر من مرة ولم تكلل بالنجاح• وأرجعت مصادر مطلعة إخفاق المساعي الأميركية لدى الدول المغاربية في التأسيس لإقامة القاعدة العسكرية ''آفريكوم''،التي راهن عليها البنتاغون، إلى القدرة الكبيرة لمصالح الأمن الجزائرية على اختلافها في التعاطي مع الأسباب التي اتخذها البيت الأبيض ذريعة لإقامة القاعدة الأمريكية في دول الساحل• وأضافت أن ''الحرب التي تخوضها واشنطن ضد الإرهاب واتخذت ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' حجة لإعلان مشروعها العسكري بزعم الحيلولة دون إقامة ملاجئ آمنة في بلدان الساحل أو انتشارها''، غير أن النجاح الكبير للجيش الوطني واحتوائه الوضع الأمني في المنطقة من خلال تطبيق سياسة المصالحة والعمل الميداني لمختلف مصالحه، وإعلان اتفاقه مع القوات المسلحة لدول الساحل للقيام بعملية مشتركة ضد ما تبقى من عناصر إرهابية مسلحة، أفشل كل مخططات واشنطن ومن يسير في ركبها في إقامة مشروع '' افريكوم''• ونفت أول أمس حكومة الرباط وجود أي اتفاق مع الولاياتالمتحدة على إقامة القيادة العسكرية الأمريكيةالجديدة في قارة إفريقيا ''آفريكوم''، التي كان الرئيس السابق جورج بوش قد أعلن عنها في فيفري قائلا ''إن هذا الاتفاق لا وجود له والإعلان عنه خبر عارٍ تماما من الصحة''، ردا على إشاعات تحدثت عن عزم واشنطن بناء قاعدة عسكرية لها جنوبي المغرب وتحديدا في منطقة طانطان، حيث تعد المدينة ذات موقع إستراتيجي متميز لقربها من القيادة الأوروبية الأطلسية ووجودها في منطقة أكثر استقرارا من القرن الإفريقي، وإنها قريبة من المحيط الأطلسي ما يسهل عمل الغواصات الأميركية الحاملة للصواريخ الإستراتيجية، تضيف ذات المصادر•