امتدح المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما منافسته المنسحبة من السباق هيلاري كلينتون، واعتبر أنه يستعجل القيام بحملة انتخابية معها لكونها تمثل قيمة كبيرة للفوز بالانتخابات المقررة في نوفمبر القادم. وقال أوباما في رسالة إلكترونية إلى أنصاره إنه وكلينتون قادران على إنجاز ما وصفها بالتغييرات التي يحتاجها البلد، مضيفا أن الحزب الديمقراطي والولاياتالمتحدة أكثر قوة بفعل العمل الذي قامت به طيلة حياتها. وأشار إلى أن كلينتون صنعت التاريخ خلال هذه الأشهر ال16 الماضية، مؤكدا أن منافسته السابقة "استنهضت ملايين الأميركيين من خلال قوتها وشجاعتها والتزامها بقضايا مثل التأمين الصحي، التي ستغير حياة العمال الأمريكيين". وكانت كلينتون أنهت أول أمس محاولتها للفوز برئاسة الولاياتالمتحدة وأعلنت تأييدها لأوباما مطالبة أنصارها بالتوحد خلف ترشيحه والمساعدة في عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض. وقالت كلينتون في كلمة أمام نحو 2000 شخص عند مبنى المتحف القومي في واشنطن إنها ستعمل جاهدة من أجل وصول أوباما إلى البيت الأبيض، وحثت أنصارها على التوحد خلف سناتور إيلينوي في سباقه الانتخابي ضد المرشح الجمهوري جون ماكين. وأكدت -بينما كان زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي يقفان بجوارها على المنصة- أنها وأوباما يشتركان في نفس القيم والأهداف وهما قادران على صنع التاريخ معا. وطالبت مؤيديها بعمل كل ما في وسعهم لإنجاحه, ممتدحة أوباما الذي قالت إنها عملت معه أربع سنوات في مجلس الشيوخ ورأت فيه العزم والتصميم, مشيرة إلى أنه "تجسيد للحلم الأمريكي". وأضافت أنها متأكدة من أنه سيعمل على تغيير أوضاع الولاياتالمتحدة كي ينتهي التمييز بين شرائح المجتمع ويستفيد الجميع من التأمين الصحي، وتحل مشكلة الادخار ويتمكن الأميركيون من تحمل أسعار البنزين. وأكدت أنه سيعيد إلى الولاياتالمتحدة "مكانتها التي تليق بها في العالم"، وسيعمل على سحب القوات الأمريكية من العراق. وتحدثت عن مشاريعها المستقبلية، مؤكدة أن الوقت سيحين لتتولى امرأة رئاسة البيت الأبيض. ولم تتطرق كلينتون لما يشاع من احتمال توليها منصب نائب المرشح أوباما, وإن كانت قد ذكرت في السابق أنها مستعدة لنقاش تلك المسألة. وقد حاول عدد من مؤيدي كلينتون الضغط على أوباما لحمله على اختيارها نائبة له, رغم أن حملتها أعلنت يوم الخميس الماضي أنها ليست مهتمة بمثل هذا المنصب. وكان أوباما قد اختار فريقا من ثلاثة أعضاء -بينهم كارولاين كينيدي ابنة الرئيس الأسبق جون كينيدي- أوكل إليه مهمة البحث عن نائب له. وأفاد مديره الإعلامي روبرت غيبز بأن أوباما سيعلن خياره "بين الآن وموعد انعقاد مؤتمر" الحزب الديمقراطي المقرر بين 25 و28 أوت في دنفر بولاية كولورادو. وكان أوباما أعلن أنه سيعمل على إنهاء ما أسماه التهديد الذي تشكله إيران لمنطقة الشرق الأوسط وللأمن الدولي، مؤكدا دعمه لإسرائيل واعتبر أن القدس ستبقى عاصمة "موحدة" لإسرائيل. وقال أوباما في خطاب ألقاه أمام الاجتماع السنوي لمجموعة الضغط اليهودية (إيباك) إن التهديد الإيراني "خطير وحقيقي ويتعين إزالته"، مؤكدا أن الحرب على العراق عززت قوة حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيم القاعدة ونفوذ إيران في المنطقة. وشدد أوباما على دعمه لأمن إسرائيل وحرصه على ضمان استمرار تفوقها العسكري، واعتبر أن الذين يهددون أمنها يهددون أمن الولاياتالمتحدة، وندد بالذين ينفون وقوع المحرقة في حق اليهود والذين يريدون تدمير إسرائيل والذين لا يعترفون بوجودها. كما وعد بالتدخل شخصيا من أجل مساعدة إسرائيل على "إقامة دولتين، دولة يهودية ودولة فلسطينية، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن". وأضاف أن "القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة".