قالت صحيفة نيويورك تايمز إن التغيرات التي طرأت على المشهد في دارفور لم تكن محل تكهن قبل سنوات، فالهدوء الهشّ يخيم على المنطقة بعد سنوات من »القتل الجماعي«. فجماعات »التمرد« التي أشعلت فتيل الحرب في دارفور عام 2003 وراح فيها مئات الآلاف، بدت في حالة سبات عميق، وهو ما ينطبق كذلك على قوات الجنجويد الموالية للحكومة. كما أن المسؤولين في الأممالمتحدة يقولون إن عشرات المئات من المزارعين الذين كانوا يبحثون عن ملاجئ النازحين، يعودون في هذا الموسم الزراعي -للمرة الأولى منذ 2003- إلى قراهم من أجل الزراعة، في رحلة كان يعتبرها الدارفوريون في وقت قريب انتحارا. دانييل أوغستبيرغر مدير مكتب ارتباط الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية في دارفور يقول »الناس بحاجة إلى تحديث مفهومهم تجاه دارفور«. وحتى المشهد في مطار الفاشر الذي كان يعج بالطيارين والجنود وعملاء الأمن القومي، قد تغير إذ إن الطائرات الحربية قابعة في مدرجات المطار دون حراك، ولم تقم بعمليات قصف كبيرة منذ أشهر أو حتى سنوات، حسب مسؤولين في حفظ السلام. ومن جانبه وصف القائد الرواندي الفريق باتريك نيامفومبا الذي يشرف على عشرين ألف عنصر من حفظ السلام، الوضع في دارفور ب»الجمود«. وقال إنها الكلمة المناسبة للوضع، مشيرا إلى أنه هادئ جدا في هذه الأوقات، ولكنه لا يزال غير قابل للتكهنات. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن إقليم دارفور يبدو في حالة بين الحرب والسلم، فما زال هناك بعض العنف، خاصة أن خمسة من قوات حفظ السلام الرواندية قتلوا أخيرا واختُطف عمال إغاثة، فضلا عن أن اللصوص المدججين بالسلاح ما زالوا في كل مكان. ولهذه الأسباب، ما زال خروج النازحين من معسكرات اللاجئين بطيئا لا سيما أن ثمة أكثر من 2.7 مليون نازح يخشون العودة إلى منازلهم. غير أن الجماعات المتمردة اتسمت بالهدوء على مدار العام السابق، لأسباب قد تتعلق بالتمزق الكبير وغياب الأجندة السياسية، إضافة إلى تشجيع إدارة الرئيس باراك أوباما للحكومة السودانية عبر إبداء رغبة بلاده في الحوار مع السودان، بدلا من عزله، وكذلك بما يقوله المسؤولون الأمميون من أنه لا يوجد أدلة ملموسة على رعاية الحكومة للعنف العرقي، كما كانت تتهم بذلك قبل فترة ليست بطويلة. وحتى الناشطين الأكثر صراحة في دارفور الذين ساهموا في إبقاء الصراع على الصفحات الأولى للجرائد على مدى الأعوام الماضية، لم يعودوا يجفلون من عبارات مثل »انتهت الحرب«. وترى الصحيفة أن السودان حول اهتمامه نحو الجنوب، فالمتمردون في جنوب البلاد اشتبكوا في حرب انفصالية على مدى عقود، ومن المتوقع أن يجري استفتاء على استقلاله العام المقبل. وقد وجدت الصحيفة في البدء–وللمرة الأولى- في انخراط قادة المعسكرات والشخصيات الدينية والقيادات النسوية في محادثات السلام، بريق أمل للحل في السودان.