دعت جبهة البوليساريو اسبانيا، بصفتها رئيسة الاتحاد الأوربي، إلى العمل في اتجاه تنظيم استفتاء تقرير المصير لفائدة الشعب الصحراوي حتى يتمكن من تحديد مستقبله بكل حرية تماشيا مع نصوص و قرارات الأممالمتحدة حول النزاع الصحراوي ، هذا في وقت عبرت فيه بريطانيا عن انشغالها حيال وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ودعت الحكومة الألمانية ووجب الإسراع في إيجاد حل سلمي يرضي طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو. اعتبر المنسق الصحراوي مع المينورسو أمحمد خداد ، في حديث لوكالة الأنباء الاسبانية، بأن الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوربي تعتبر فرصة كبيرة تدفع باتجاه احترام الشرعية الدولية بالصحراء الغربية، موضحا أن الاعتراف بحق تقرير المصير يجب أن يرفق بتنظيم الاستفتاء من اجل الاستقلال إلى جانب خيار الانضمام إلى المملكة المغربية الذي تطرحه الرباط، وأشار المسؤول الصحراوي إلى أنه لا ينبغي خلق المشاكل بين اسبانيا والمغرب وأن جبهة البوليساريو ليست ضد علاقات جيدة بينهما و لكن يتعين على اسبانيا أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية و العمل من اجل التوصل إلى تنظيم الاستفتاء الحر كما يتطلع له الشعب الصحراوي، وأضاف أمحمد خداد أنه يتعين على الحكومة الاشتراكية في اسبانيا أن تتجاوز عقدة الخوف في التعامل مع المغرب، و تميل باتجاه التمسك بعلاقات ثنائية ترتكز على الاحترام المتبادل لا على الابتزاز. و لاحظ المسؤول الصحراوي بأن حل وضعية أميناتو حيدار بفعل التدخل الفرنسي و تسليم الحكومة الاسبانية بالقوانين المغربية بالصحراء الغربية دليل على أن المغرب يتعامل بشكل مختلف مع جاريه الأوربيين، و بخصوص المناضلة الصحراوية أميناتو حيدار دائما ندد المسؤول بحصار الشرطة المغربية لمنزلها بمدينة العيونالمحتلة منذ عودتها إلى وطنها. وكانت الجزائرواسبانيا قد عبرتا، أول أمس الخميس، عن إرادتهما في مواصلة العمل بخصوص الصحراء الغربية في إطار الأممالمتحدة من اجل إيجاد حل عادل و نهائي و مقبول من كلا الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو) يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، و أكدا في تصريح مشترك نشر عقب الاجتماع الرابع رفيع المستوى بين الجزائر و اسبانيا، أن البلدين يشجعان المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، على مواصلة العمل الذي أنجز خلال سنة 2009 و يبقيان على دعمهما لجهوده الرامية إلى تسوية النزاع واستعدادهما للتعاون مع الأممالمتحدة من اجل بلوغ هذه الغاية. ولا تزال الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام المغربي في الصحراء الغربيةالمحتلة تثير ردود فعل كثيرة ومن مختلف أرجاء العالم، حيث أعربت الحكومة البريطانية عن انشغالها للسلطات المغربية إزاء وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية في رده عن سؤال في البرلمان البريطاني، حول المجهودات التي قامت بها بريطانيا لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وآخر مناقشاته مع الحكومة المغربية لوضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، أن كاتب الدولة للشؤون الخارجية البريطاني دافيد ميلى باند ناقش موضوع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية مع وزير الخارجية المغربي الفاسى الفهري في ديسمبر المنصرم، حيث أعربت الحكومة البريطانية عن انشغالها حول الارتفاع الأخير للتوتر حول الصحراء الغربية وخاصة مسألة أميناتو حيدار، و أفاد أن الحكومة البريطانية طالبت من الرباط إيجاد حل سريع وعادل لمسألة أميناتو حيدار، معربة عن انشغالها حول الأحداث الأخيرة التي هددت مسلسل المفاوضات المتعثر. وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني من جهة أخرى إلى الدور الذي لعبته لندن في صياغة قرار مجلس الأمن الدولي 1871 الذي انصب على صلاحيات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، حيث أضافت بريطانيا للقرار عبارة النداء الذي يحث الأطراف على معالجة الجوانب الإنسانية لنزاع الصحراء الغربية، وقال كاتب الدولة للشؤون الخارجية البريطاني خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الخارجية البريطانية أن الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن انشغاله حول التطورات الأخيرة و أنه هو و الأممالمتحدة يقومان بما في وسعهما لإيجاد حل للقضية في أسرع وقت، وأكدت بريطانيا على استمرار دعمها الكامل لمجهودات الأمين العام و السفير كريستوفر روس لحل صراع الصحراء الغربية، وبخصوص ملف العلاقات الثنائية المغربية البريطانية لمحت الحكومة البريطانية أنها ستسير قدما في المحادثات مع الحكومة المغربية حول عدة قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والإصلاح . وأكدت الحكومة الألمانية في نفس السياق على ضرورة إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية يحظى بقبول الطرفين المتنازعين،الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو، ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية عن وزير الدولة في الحكومة الألمانية ورنير أوير قوله، في رد مكتوب على سؤال تقدمت به النائب بالبرلمان الألماني السيدة سافيين ديكادليين حول وضعية الناشطة أميناتو حيدار الحالية، أنه مرتاح لتمكنها من العودة، و أكد ورنير أوير في ذات الوقت أن وضعية الحقوقية أميناتو حيدار، تبرز الحاجة إلى وجوب إيجاد حل سلمي يحظى بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية في إطار الأممالمتحدة ، معربا عن أمله في تحقيق ذلك بشكل عاجل ضمن مسار المفاوضات الجارية في هذا الشأن.