أكدت الحكومتان البريطانية والألمانية، أول أمس على ضرورة إيجاد حل نهائي وعادل للنزاع الدائر رحاه بين جبهة البوليزاريو والمغرب حول الصحراء الغربية، ففيما أبرزت بريطانيا دعمها الكامل لمجهودات الأمين العام ومبعوثه الشخصي ''كريستوفر روس'' لحل صراع الصحراء الغربية، دعت الحكومة الألمانية إلى إيجاد حل سريع وسلمي للقضية الصحراوية يحظى بقبول الطرفين المتنازعين. وأعربت الحكومة البريطانية، عن انشغالها للسلطات المغربية إزاء وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وفي هذا السياق، أوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية، في رده عن سؤال البرلمانية البريطانية السيدة ''قلندة جاكسون'' الموجه لكاتب الدولة للشؤون الخارجية والكومنولث السيد دافيد ميلي باند'' حول المجهودات التي قامت بها بريطانيا لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وآخر مناقشاته مع الحكومة المغربية لوضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية أن كاتب الدولة للشؤون الخارجية البريطاني السيد دافيد ميلى باند ناقش موضوع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية مع وزير الخارجية المغربي السيد فاسي الفهري يوم 11 ديسمبر ,2009 مشيرا إلى أن هذه المناقشات جرت خلال لقاءات جمعت موظفين من وزارة الخارجية البريطانية وبعثاتها بالأممالمتحدة والسفارة بالرباط، حيث أعربت الحكومة البريطانية عن ''انشغالها حول الإرتفاع الأخير للتوتر حول الصحراء الغربية وخاصة مسألة أمينتو حيدر''. وأفاد ذات المسؤول، أن الحكومة البريطانية طالبت من الرباط ''إيجاد حل سريع وعادل لمسألة أمينتو حيدر''، معربة عن انشغالها ب ''الأحداث الأخيرة التي تشكل خطرا على مسلسل المفاوضات المتعثر'' التي تشرف عليه الأممالمتحدة في الصحراء الغربية. من جهة أخرى، أشار وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني إلى الدور الذي لعبته لندن في صياغة قرار مجلس الأمن الدولي 1871 الذي انصب على صلاحيات بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، حيث أضافت بريطانيا للقرار عبارة ''نداء يحث الأطراف لمعالجة الجوانب الإنسانية لنزاع الصحراء الغربية''. وفي سياق متصل أوضح كاتب الدولة للشؤون الخارجية البريطاني خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الخارجية البريطانية أن الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن انشغاله حول التطورات الأخيرة وأنه هو والأممالمتحدة يقومان بما في وسعهما لإيجاد حل للقضية في أسرع وقت. وأكدت بريطانيا على استمرار دعمها الكامل لمجهودات الأمين العام والسفير ''كريستوفر روس'' لحل صراع الصحراء الغربية. وبخصوص ملف العلاقات الثنائية المغربية البريطانية لمحت الحكومة البريطانية ''أنها ستسير قدما في المحادثات مع الحكومة المغربية حول عدة قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والإصلاح''. من جهتها، شددت الحكومة الألمانية على ضرورة إيجاد حل سريع وسلمي للقضية الصحراوية يحظى بقبول الطرفين المتنازعين. وأوضحت وكالة الأنباء الصحراوية في بيان لها أن وزير الدولة في الحكومة الألمانية الدكتور ورنير اوير عبر في رد مكتوب على سؤال تقدمت به النائب بالبرلمان الألماني السيدة سافيين ديكادليين حول وضعية الناشطة أمينتو حيدر الحالية عن ارتياحه لتمكنها من العودة إلى وطنها. وأكد السيد ورنير اوير في ذات الوقت أن وضعية الحقوقية أمينتو حيدر ''تبرز الحاجة إلى وجوب إيجاد حل سلمي يحظى بقبول طرفي النزاع في الصحراء الغربية في إطار الأممالمتحدة ''معربا عن أمله في تحقيق ذلك ''بشكل عاجل ضمن مسار المفاوضات الجارية في هذا الشأن''. أما جبهة البوليزاريو، فقد جددت دعوتها لإسبانيا بصفتها رئيسة الاتحاد الأوربي إلى العمل على تنظيم استفتاء تقرير المصير لفائدة الشعب الصحراوي حتى يتمكن من تحديد مستقبله بكل حرية تماشيا مع نصوص وقرارات الأممالمتحدة حول النزاع الصحراوي المغربي. واعتبر في هذا الصدد المنسق مع المينورسو السيد أمحمد خداد -في حديث لوكالة الأنباء الاسبانية ايفي-( بأن الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوربي تعتبر ''فرصة كبيرة تدفع باتجاه احترام الشرعية الدولية بالصحراء الغربية، موضحا أن الاعتراف بحق تقرير المصير يجب أن يرفق بتنظيم الاستفتاء من أجل خيار الاستقلال بالنسبة للصحراويين إلى جانب خيار الانضمام إلى المملكة المغربية''. وفي هذا الصدد، أشار المنسق الصحراوي إلى أنه ''لا ينبغي خلق المشاكل بين إسبانيا والمغرب ولسنا ضد علاقات جيدة بينهما ولكن يتعين على إسبانيا أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية والعمل من أجل التوصل إلى تنظيم الاستفتاء الحر، كما نتطلع إلى أن تتجاوز الحكومة الاشتراكية عقدة الخوف في التعامل مع المغرب وتميل باتجاه التمسك بعلاقات ثنائية ترتكز على الاحترام المتبادل لا على الابتزاز وتقديم أي ثمن''. وبخصوص المناضلة الصحراوية أمينتو حيدر دائما، ندد المسؤول بحصار الشرطة المغربية لمنزلها بمدينة العيونالمحتلة منذ رجوعها.