كشف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة أن المنتخب الوطني سيواصل التحضير لمباراة الدور ربع النهائي بالعاصمة الأنغولية لواندا على أن يتنقل »الخضر« إلى مدينة كابيندا الجمعة المقبل، نافيا أن يكون هذا الخيار بسبب الأوضاع الأمنية بهذه المدينة التي شهدت اعتداء مسلحا على منتخب الطوغو قبل أيام من المنافسة الإفريقية، مؤكدا استعداد المجموعة لمواجهة أي فريق الأحد المقبل حتى وإن كان كوت ديفوار. اتفق رئيس الفاف رفقة الطاقم الفني للمنتخب الوطني على البقاء أربعة أيام إضافية بالعاصمة الأنغولية من أجل تحضير المباراة المقبلة بعيدا عن الضغط، ويبدو أن محمد روراوة أراد من خلال هذا الإجراء الإبقاء على تركيز اللاعبين وإبعادهم عن أجواء الرعب التي عاشها منتخب الطوغو الذي تعرّض لاعتداء مسلح من طرف جماعة انفصالية تسببت في وفاة اثنين من طاقمه. وقد تفادى محمد روراوة تبرير تأجيل التنقل إلى مدينة كابيندا ضمن رحلة خاصة يوم الجمعة 22 جانفي، أي يومين قبل مباراة ربع النهائي، بالأسباب الأمنية، في وقت أكد فيه بأن فترة يومين كافية تماما للتأقلم مع أجواء تلك المدينة »سنتدرب مرتين بالملعب الرئيسي وبالتالي ليس هناك مشكل من هذا الجانب، فهناك فرق تتنقل عشية المباراة وتجريها دون مشكل..«، قبل أن يضيف بان كل الإجراءات الأمنية اتخذت لتأمين إقامة الخضر هناك. واستحضر رئيس »الفاف« صور الاعتداء على منتخب الطوغو ووصف ذلك ب »الأمر المأساوي«، لكنه استدرك قائلا: »يجب أن تدركوا بأن هذا الاعتداء وقع بعيدا عن قلب مدينة كابيندا التي سنلعب فيها، لقد كان عند الحدود وبالتالي لا خوف علينا«، كما أشار أيضا إلى انه كان على اتصال دائم مع جزائريين اثنين متواجدين بهذه المدينة منذ بداية المنافسة الإفريقية »وقد أخبرانا بأن كل الأمور على ما يرام بما لا يستدعي القلق«، والأكثر من ذلك تابع روراوة »وزيادة على ذلك فإن كابيندا مدينة غير مستقرة منذ مدة طويلة..«. ------------------------------------------------------------------------ »الأصعب تحقّق.. وجاهزون لكوت ديفوار« وفي نظر محمد روراوة الذي كان يتحدث أمس خلال حصة »ضيف التحرير« للقناة الإذاعية الثالثة، فإن المنتخب الوطني نجح بتأهله إلى دور الثمانية في تحقيق الأصعب بعد البداية السيئة أمام مالاوي، معلقا على تلك الهزيمة »لم يكن منطقيا أن ننهزم في مباراتنا الأولى وهو ما يثبت أن لدينا مجموعة قوية استطاعت العودة من بعيد رغم كل ما قيل عنهم في الصحافة«، منوّها بما سماه »العمل الجبّار« الذي قام به الطاقم الفني »خصوصا من الناحية النفسية وهو ما بدا واضحا في المباراتين اللاحقتين أمام مالي وأنغولا، إضافة إلى النضج التكتيكي للمنتخب بفضل لاعبيه المحترفين..«. وبخصوص الحديث عن ترتيب لقاء أنغولا أوضح المتحدث »أدينا شوطا أول ممتازا، لكن في الدقائق الأخيرة بعد أن عرفنا نتيجة مباراة مالي ومالاوي فضلنا عدم المغامرة وحتى الأنغوليون بقوا في الدفاع للحفاظ على نتيجة التعادل، وبالنسبة لنا أن الأهم هو التأهل«. وعندما سئل رئيس »الفاف« عن الفريق الذي يفضّل ملاقاته في الدر ربع النهائي أجاب دون تردّد »هذا الأمر لا يهمّنا وليس لدينا تفضيل سواء تعلق الأمر بكوت ديفوار أو غانا أو بوركينافاسو فإننا جاهزون«، مضيفا بلغة الواثق من قدرات المنتخب »مستعدون للعب ضد أي خصم مهما كان وزنه لأننا حققنا الأصعب والمباراة المقبلة تلعب في 90 دقيقة وتحسم داخل الميدان«، مستندا في ذلك إلى أن »اللاعبون أظهروا مستوى رائعا من الناحية البدنية وتحسنوا من مباراة إلى أخرى«. ------------------------------------------------------------------------ »سعدان أثبت حنكته وهو الأحسن في الجزائر« وبعد تحقيق التأهل إلى الدور الربع النهائي، أكد محمد روراوة بأن أول من يستحق الثناء هو المدرب رابح سعدان الذي قال عنه »إنه أحسن مدرب في الجزائر ولا أحد يضاهيه وقد برهن على ذلك في أكثر من مناسبة ويكفي أنه أهلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا عن جدارة واستحقاق«، مجدّدا فيه الثقة لمواصلة بقية المشوار. واعتبر روراوة أن سعدان رد على كل منتقديه في الميدان وبالخصوص بعض العناوين الصحفية التي أبدى استياءه منها »هناك صحافة هاجمت المنتخب وتناست أننا كنا نلعب مجرّد كرة قدم وعليه فإن هذه الصحافة تجهل قوانين اللعبة«. كما توقع رئيس »الفاف« أن يكون المدافع عنتر يحيى جاهزا لموقعة الأحد المقبل عندما أكد بأن لديه الوقت الكافي للاسترجاع، وهو ما ينطبق أيضا على المهاجم مراد مغني الذي، حسب المتحدث، بدا في صحة جيدة خلال إقحامه أمام أنغولا رغم قلة المنافسة للاعبين. ------------------------------------------------------------------------ »فضّلنا تسريح بزاز ليعود إلى فرنسا« وبحسب ما أعلن عنه الحاج روراوة فإن بزاز سيغادر العاصمة الأنغولية لواندا ابتداء من يوم غد بعد أن تأكدت عدم إمكانية استمراره في صفوف المنتخب خلال كأس أمم إفريقيا الحالية، قائلا: »فضلنا تسريح اللعب خلال 48 ساعة المقبلة ليغادر نحو فرنسا حتى لا نغامر به، ونريد أن يستفيد ناديه منه في المرحلة المقبلة«. كما وصف المدافع رفيق حليش ب »المحارب« أثنى على قدراته كثيرا، وهو الأمر الذي دفعه إلى الحديث عن تواضع البطولة الوطنية خاصة لما قارن بين مستوى المدافع عندما كان في نصر حسين داي وبين ما هو عليه الآن، وشدّد في هذا الإطار »قدرات نوادينا محدودة جدا لأنها لا تملك مراكز تكوين وهي ليست قادرة على الاستثمار في القدرات البشرية المتوفرة«. ------------------------------------------------------------------------ »حادثة لموشية شبيهة بحالة واضح..« ومن جهة أخرى عاد رئيس الفاف إلى قضية اللاعب خالد لموشية الذي غادر مقر إقامة المنتخب قبل مواجهة مالي، رافضا الحديث عن تفاصيل أخرى تتعلق برحيله سوى القول »حالة لموشية نسيناها تماما وهي حالة خاصة جدا«، وقد شبّهها بما وقع للمهاجم السابق للخضر واضح في كأس إفريقيا بتونس عندما غادر المنتخب الوطني رافضا الجلوس في كرسي الاحتياط. وتابع المتحدث بأن أبواب المنتخب الوطني تبق مفتوحة لمتوسط ميدان وفاق سطيف، قبل أن يلفت إلى نقطة هامة يمكن من خلالها فهم سبب الخلاف بين اللاعب والناخب الوطني عندما قال »آمل أن يكون الانضباط في المجموعة وبالتالي فإن خالد لموشية مطالب بإثبات نفسه وقدراته في الميدان إذا أراد أن يعود إلى التشكيلة الوطنية..«.