أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات «سعيد بركات» أول أمس بالجزائر العاصمة، أن الوزارة عززت الإجراءات الوقائية لاستقبال أفواج الحجيج على مستوى 19 مطار عبر القطر، مؤكدا أن الوزارة ضاعفت من عدد كاميرات قياس الحرارة والسلك الطبي وشبه الطبي على مستوى كل مطارات القطر التي ستستقبل الحجاج خلال الأيام القليلة القادمة. أوضح «سعيد بركات»، خلال ندوة صحفية حول الوقاية من انتشار أنفلونزا الخنازير، أنه بالإضافة إلى زيادة هذه السنة في عدد أعضاء الفريق الطبي المرافق للحجاج إلى البقاع المقدسة خضع 36 ألف حاج إلى التلقيح المضاد للأنفلونزا الموسمية قبل تنقلهم إلى المملكة العربية السعودية مع تزويد كل واحد منهم ب100 قناع والأدوية الضرورية لذلك، وكشف الوزير عن إصابة حاجين اثنين بأنفلونزا الخنازير خلال قيامهم بمناسك الحج وتم التكفل بهم من طرف البعثة الطبية وتماثلا إلى الشفاء، كما سيخضع 36 ألف حاج جزائري إلى مراقبة طبية على مستوى المطارات الجزائرية وكذا الكشف عن الحالات المشتبه فيها، كما أكد «بركات»، أن الدولة رصدت غلافا ماليا يقدر ب12 مليار و173 مليون دج للوقاية والتكفل بعلاج فيروس أنفلونزا «أش1أن1»، موضحا أن هذا المبلغ المالي للتكفل بالفيروس من أدوية وتجهيزات ممول من طرف صندوق الاستعجالات التابع لوزارة الصحة على حساب ميزانية الدولة، وأشار الوزير في الإطار ذاته إلى أن رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» أمر بتوفير كافة الإمكانيات اللازمة حفاظا على صحة الشعب الجزائري مؤكدا بأن المواطنين لن يدفعوا شيئا مقابل العلاج المضاد لهذا الوباء، وأكد «بركات» أن الدولة قررت استيراد 500 مليون قناع من مختلف الأنواع استلمت من بينها 200 مليون وحدة بالإضافة إلى أكثر من 4 ملايين جهاز لقياس الحرارة ومليوني نظارات طبية واقية، كما أعلن «بركات» أنه سيتم استلام 20 مليون جرعة للقاح المضاد للأنفلونزا الخنازير ابتداء من الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، مضيفا أنه سيجري في مرحلة أولى استلام 900 ألف جرعة من اللقاح من بين 20 مليون جرعة سيتم استرادها على عدة مراحل تمتد إلى غاية شهر ماي 2010، وقال «بركات» في السياق ذاته أنه سيتم استلام مليون جرعة خلال شهر جانفي و4 ملايين و200 ألف جرعة خلال شهر فيفري و5 ملايين جرعة خلال شهر مارس و5 ملايين أخرى في شهر أفريل وأخيرا 3 ملايين و900 ألف جرعة في شهر ماي 2010. دعم الوسط المدرسي بأكثر من 2000 طبيب وأوضح «بركات» أن الوزارة وضعت خطة لتنظيم حملة اللقاح ضد أنفلونزا «أش1أن1» الذي يقدم مجانا للسكان في مقدمتهم العاملين بالقطاع الصحي والحوامل والأطفال الرضع الأقل من 6 أشهر والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، ولتسهيل عملية التلقيح لفائدة الأشخاص المستهدفين تجرى بمراكز التلقيح على مستوى مراكز حماية الأمومة والطفولة داخل وخارج المؤسسات الاستشفائية ووحدات الطب الوقائي بالبلديات ووحدات طب العمل والكشف والمتابعة الطبية وبالفرق المتنقلة، وقال الوزير أن الفئات المستهدف لقاحهم سيخضعون إلى فحوصات طبية تلقائية قبل اللقاح وإلى المراقبة خلال التلقيح للتأكد من عدم ظهور أعراض جانبية مباشرة وبعد اللقاح من خلال وضع إجراءات خاصة باليقظة الصيدلانية، وأكد وزير الصحة أن الدولة اتخذت كل الإجراءات الضرورية لمواجهة انتشار الوباء حيث انتقل عدد المراكز المرجعية المكلفة بالتكفل بالمصابين من 110 مركزا إلى 156 عبر القطر بالإضافة إلى فتح 34 نقطة مراقبة بالإضافة إلى تجنيد 2051 طبيب بالوسط المدرسي و595 طبيب نفساني و2480 عون شبه طبي، وأوضح «بركات» أن الدولة زودت المؤسسات الاستشفائية التي تتكفل بالمصابين بالوباء بالتجهيزات الطبية اللازمة والأدوية المعالجة، وفي رده عن سؤال حول نقص الكمية المستوردة من اللقاح المضاد للزكام الموسمي أكد «بركات» بأن هذا راجع إلى المخابر المنتجة التي انشغلت بإنتاج اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير على حساب اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية مؤكدا بأن 600 ألف جرعة من هذا الأخير في طريقها إلى الجزائر لتلقيح الأشخاص الذين ضيعوا فرصة الحملة الأولى.