دعا خبير من المنظمة العالمية للصحة وطبيب مختص في علم الفيروسات بفرنسا السيد يحيى مكي، أمس، الجهات المعنية إلى الكشف عن أسباب التأخر في مباشرة عمليات التلقيح ضد فيروس"أش1.أن1" للمواطنين الذين ينشدون التلقيح منذ مدة، ونفى الشائعات التي تروج إلى فكرة أن فيروس أنفلونزا الخنازير أمر مفبرك تقف وراءه مصالح تجارية وأن اللقاح يشكل خطرا على الصحة. وأضاف السيد يحي مكي الذي نشط لقاء إعلاميا بمقر جريدة "المجاهد" بدعوة من الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "الفورام"، أن وزارة الصحة الجزائرية محظوظة لكونها قد استلمت كميات معتبرة من اللقاح المضاد للفيروس توجد حاليا على مستوى معهد باستور قصد المراقبة والتحليل، إلا أن التأخر في مباشرة عملية التلقيح قد تكون له انعكاسات سلبية نظرا لاحتمال تسارع انتشار الفيروس وتزايد عدد الإصابات في الآجال القادمة، معتبرا أن العواقب قد تكون وخيمة مع حلول فصل الشتاء على المستوى العالمي وعلى مستوى الدول المتخلفة بالأخص بسبب نقص الإمكانيات وقلة النظافة. وقال السيد مكي: "إن فيروس أنفلونزا الخنازير ليس مفبركا كما تروج له الإشاعات عبر بعض وسائل الإعلام، والتي ذكرت أنه مجرد اختراع أمريكي غرضه التقليل من عدد سكان العالم، إنما حقيقة موجودة بشهادة كافة خبراء الصحة المختصين في علم الفيروسات، حيث فتك إلى حد الساعة ب11ألف شخص على المستوى العالمي.".. وأضاف في نفس السياق؛ أن الباحثين اكتشفوا الفيروس والمصنعين أوجدوا له اللقاح وما على وسائل الإعلام سوى إقناع المواطنين بضرورة حماية أنفسهم من فيروس أنفلونزا الخنازير الذي يعد من أخطر أنواع الفيروسات، وذلك من خلال الإلتزام بالتلقيح مرتين. وأوضح الخبير أنه لا داعي للتخوف من التأثيرات الجانبية للقاح، باعتبار أن كافة الأدوية واللقاحات لها تأثيرات جانبية، منبها إلى أن اللجوء إلى التلقيح باللقاح المضاد لفيروس الأنفلونزا العادية لا يحمي من خطر الإصابة بأنفلونزا الخنازير. وعلى صعيد آخر؛ أشاد الطبيب المختص في علم الفيروسات بالدور الذي تلعبه وسائل الإعلام إلى جانب الأطباء للتحسيس بخطورة الوباء وطرق الوقاية قصد إنقاذ البشرية، داعيا المواطنين إلى اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة بالفيروس، لاسيما في وسائل النقل ومختلف الأماكن العمومية المغلقة. وأشار الطبيب أيضا إلى خطورة الفيروس على النساء الحوامل، والذي يهددهن بالإجهاض والوفاة لاسيما في المراحل الأخيرة من الحمل، مما يدعو إلى ضرورة إلتزامهن بالتلقيح، حيث أن اللقاح الخاص بهن وبالأشخاص المصابين بالسيدا مختلف عن اللقاح الخاص بالأشخاص العاديين نظرا لنقص المناعة لدى هذه الفئات. ومن جهته؛ تساءل السيد صحراوي، طبيب وعضو في هيئة "الفورام" عن أسباب التأخر في جعل اللقاح في متناول عامة الناس، رغم أن السلطات الوصية استلمت جرعات اللقاح منذ شهر..ودعا إلى النظر سريعا في هذه القضية لاسيما بعد أن تم تسجيل عدة حالات من الوفيات.