عاش صباح أمس مطار هواري بومدين الدولي حركة غير عادية تشبه نفس أجواء أم درمان عندما عاد المنتخب الوطني بتأشيرة التأهل إلى المونديال، حيث أغلقت كل الطرق المؤدية إليه بتوافد المئات بل الآلاف من الأنصار ذكورا وإناثا والذين جاءوا من مختلف أنحاء الوطن وفي ساعة مبكرة من صباح أمس رغم البرد القارص إلا أن حبهم للوطن، ورغبة منهم في استقبال محاربو سعدان بعد الأداء المشرف في موعد أنغولا، جعلهم يتحدون كل الصعاب، وتجمع المناصرون عند مدخل المطار لمشاهدة أبطالهم عن قرب وتهنئتهم على ما قدموه في أشهر المنافسات الإفريقية. رافعين العلم الوطني ومرددين أغاني على شرف الخضر، والشيء المميز لدى الأنصار هو حملهم لقلوب حمراء مصنوعة من الورق كتعبير منهم على البطاقات الحمراء التي منحت لكل من المدافعين حليش، وبلحاج، وكذا الحارس شاوشي، وهذا دليل على أن الجمهور الجزائري فهم جيدا أن الخضر تعرضوا إلى حقرة في مباراة نصف النهائي التي جمعتهم بالمنتخب المصري وانتهت بتواطؤ من الحكم البنيني كوفي كوجيا، الذي سيبقى في أذهان الجزائريين إلى الأبد، حيث صرح لنا بعض الأنصار أن المنتخب الوطني قدم أحسن لحظات لم يعيشوها منذ مدة واللاعبون يستحقون كل التقدير، ويجب الوقوف معهم في كل المحطات، ولولا خديعة الفراعنة لعدنا بالكأس من أنغولا لأننا كنا الأحسن، وحقيقة ابهرنا هؤلاء الأبطال خاصة عندما أطاحوا بالفيلة احد المرشحين للتتويج، إنها لحظات رائعة عشناها نع المنتخب، ويجب علينا نحن كأنصار الوقوف ورائهم وتشجيعهم في السراء والضراء. وعلى إيقاعات الطبول والقرقابو، والزغاريد نزل عناصر المنتخب الوطني من الطائرة إلى كانت تقلهم، ووجدوا استقبالا لم يتوقعوه وراحوا يتبادلون التحية مع الأنصار، في جو رائع جدا، إلى درجة أن اللاعبون لم يصدقوا ما شاهدوه، وعرفوا جيدا قيمت المنتخب في قلوب الجزائريين. ومن جهتهم رد اللاعبون على ذلك بتأكيدهم على حبهم للوطن الجزائر ووعدوهم ببذل مجهودات أكثر من أجل تشريف الجزائر في المونديال، وأنهم عازمون على الموت من اجل الوطن وهذا الشعب العزيز، وهذا بعد الاستقبال الحار من قبل الشعب الجزائري الذين تمنوا لو عاد رفقاء مغني بالكأس الإفريقية. وقفة الجمهور هذه ستزيد من دون شك في عزيمة اللاعبين في تقديم أفضل ما لديهم في المنافسات القادمة، خاصة وان المنتخب عرف تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة وهو يستحق التشجيع والوقوف وراءه. لكن خيبة أمل كبيرة أصيب بها الأنصار كونهم لم يتمكنوا من رؤية اللاعبين المحترفون الذين غادروا مباشرة في رحلة خاصة للالتحاق بنواديهم الأوربية على غرار بلحاج ويبدة وبوعزة، زياني، مطمور، عنتر يحي، عبدون، منصوري، مغني، غزال، حليش وبوقرة.