تنقل منذ ليلة أول أمس الآلاف من المناصرين الجزائريين إلى مطار هواري بومدين الدولي قادمين من عدة ولايات لافتكاك تذكرة سفر إلى السودان وحضور المقابلة الفاصلة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري في رحلة التأهل إلى المونديال وهو ما خلق جوا غير عاد بالمطار، بعد أن انتشرت الرايات الوطنية في كل الأرجاء وعلت أهازيج الأنصار الذين قدم عدد كبير منهم من فرنسا للسفر من مطار الجزائر إلى السودان، ورغم ملامح التعب فإن أغلبية الحضور أصروا على الانتظار لساعات أخرى على أن تضمن لهم الخطوط الجوية الجزائرية مقاعد على متن الرحلات ال30 المبرمجة. حركة غير عادية شهدتها صباح أمس كل الطرق المؤدية إلى المطار الدولي هواري بومدين فترقيم السيارات يدل على التنقل الكبير للمناصرين من ولايات عديدة منها تيزي وزو، شلف وبجاية محملة بعدد كبير من الشباب الذين قرروا السفر إلى السودان لمناصرة أشبال سعدان في آخر مرحلة للتأهل لكأس العالم 2010، من جهتهم سارع أعوان شرطة المطار والحدود لتوفير كل التسهيلات لأنصار الخضر سواء داخل المطار أو على أرضية إقلاع الطائرات، وفي الشأن صرح لنا العميد الأول لشرطة أمن المطار السيد عوادي عبد الله انه تم التنسيق مع مختلف مصالح المطار بتوجيهات من المديرية العامة للأمن الوطني لتوفير كل الظروف للمناصرين وتسهيل المعاملات الجمركية لهم سواء عند الخروج أو بعد العودة إلى أرض الوطن. ونظرا لتزامن موعد المقابلة مع رحلات الحجاج الميامين فقد ضاعفت شرطة المطار وحراس الحدود من عملهم الميداني من خلال تمديد ساعات العمل، وحسب المسؤول فإن عمل وحداته استمرت ليلة أول أمس إلى غاية الساعة الثانية صباحا حيث تم التكفل بالوفود الأولى من المناصرين في انتظار عودة الطائرات للتكفل ببقية المسافرين، وبالوكالة التجارية للخطوط الجوية الجزائرية ببهو المطار كانت الظروف غير عادية بعد تجمع المئات من المناصرين طالبين الحصول على تذاكر السفر التي نفذت من باقي الوكالات التجارية، ورغم تطمينات أعوان الوكالة بتوفر الفرص للجميع وفتح مكاتب تجارية جديدة على مستوى ملعب 5 جويلية لتخفيف الضغط الكبير الذي سجلته وكالات المؤسسة بالعاصمة، فإن المناصرين أصروا على سحب تذاكرهم من الوكالة داخل المطار التي تعتبر ضمانا لتنقلهم إلى السودان، وفي هذا الصدد يقول أحد المناصرين "رفضت التنقل إلى باقي الوكالات، ورغم توفير الحافلات لنقلنا إلى ملعب 5 جويلية وإعادتنا إلى المطار إلا أنني أفضل التعامل مع هذه الوكالة" هكذا فضل المناصرون الرد على اقتراحات احد أعوان "الجزائرية" الذين حاولوا من جهتهم تهدئة المناصرين وتخفيف الضغط على الوكالة، كما بادر أعوان شرطة المطار إلى تنظيم عملية دخول المناصرين من خلال تخصيص حصة لا تزيد عن مئة مناصر عند شباك الوكالة. "قدمنا من ولاية الشلف منذ ليلة أول أمس ونحن في الطابور عند مدخل المطار والحمد الله تحصلنا على تذاكرنا في أول رحلة لهذا اليوم" هي تصريحات المناصرين الذين كانت لهم فرصة الحصول على تذاكر السفر لأول رحلة صباح أمس والتي تأخرت عن موعدها بساعتين، في حين تم تحديد سعر التذكرة ب20 ألف دج، وهي التكلفة التي أكد بخصوصها احد المناصرين ( إطار تقني بشركة سونطراك ) بأنها معقولة وهو على أتم الاستعداد لدفع أكثر لصالح مناصرة أشبال سعدان، فيما ذهب بعض المناصرين إلى غاية بيع هواتفهم النقالة وألبستهم لتوفير السيولة المالية الكافية لاقتناء التذاكر، أما شباب بوسعادة فقد تنقلوا في قافلة خاصة بهم تضم عددا من اللاعبين وهدفهم تشجيع الخضر على أرضية الميدان "لا نريد مشاهدة المباراة عبر الشاشات العملاقة بل نريد أن نكون داخل الملعب ولا نعود إلا وتأشيرة التأهل معنا" هكذا صرح لنا المناصرون من مختلف الفئات والأعمار ممن التقينا بهم ببهو المطار وعند المدخل الرئيسي. كما علق العدد الكبير من الشباب على ضرورة تدخل رجال الأعمال الجزائريين لمساعدة الشباب البطال على التنقل مجانا إلى السودان والوقوف بجنب لاعبي الفريق الوطني لدعمه في آخر مرحلة للتأهل للمونديال، ولم يخل تجمع المناصرين أمام احد مداخل المطار من المناوشات مع أعوان الأمن بعد تسرب إشاعات توفير طائرات مجانا للمناصرين وهو ما جعلهم يتنقلون من كل ولايات الوطن، ومنهم من حمل معه بعض العنواين الصحفية التي علقت بالبند العريض في صفحاتها الأولي "جسر جوي مجانا بين الجزائر والسودان" ورغم التوضيحات التي قدمها أعوان الشرطة إلا أن المناصرين فضلوا البقاء قرب مداخل المطار. وحسب التصريحات المقتضبة لعمال الخطوط الجوية الجزائرية بوكالة المطار فقد تم إرسال ثلاث طائرات منذ منتصف ليلة أول أمس محملة ب650 مناصرا قاموا برحلات تدوم لأكثر من أربع ساعات قبل الوصول إلى السودان وهو الوقت نفسه الذي ستستغرقه الرحلة عند العودة ناهيك عن ساعتين للصيانة والتزود بالوقود مما ما جعل الرحلة الأولى لصباح أمس تتأخر، في حين أكدت مصادرنا أن "الجوية الجزائرية" عازمة على مساندة الفريق الوطني هي الأخرى من خلال توفير 30 رحلة لنقل أكثر من 10 آلاف مناصر إلى السودان .
علامة كاملة لأعوان شرطة المطار استطاع أعوان شرطة المطار احتواء غضب المناصرين ونرفزتهم بطريقة دبلوماسية ساهمت بشكل كبير من إعادة المياه إلى مجاريها، حيث تقرب أعوان الشرطة من الشباب الثائر لتهدئة الأوضاع وطمأنتهم بتوفير كل الضمان للسفر وما عليهم إلا دفع تكاليف التذكرة، في حين تحول بعض رجال الشرطة إلى مختصين نفسانيين من خلال حديثهم المباشرة مع الشباب خاصة أولئك الذين كانت تبدو على ملامحهم علامات الغضب وهي المبادرة التي استحسنها العديد من المناصرين الذين ارتاحوا لمثل هذه التعاملات. وحتى عند التحاق وفد آخر من المناصرين ومحاولتهم اقتحام مدخل المطار استطاع أعوان الشرطة تشكيل طوق أمني بطريقة سلسلة ساهمت في امتصاص غضب المناصرين الذين كانت علامات التعب بداية على وجوههم وهم الذين قضوا أكثر من 24 ساعة في رحلة التنقل إلى المطار وانتظار دورهم للحصول على تذاكر السفر.