حذّر الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي قعاموس هرئيل، من السياسة التي يتبعها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فيما يخص ملف التطبيع مع إسرائيل، معتبرا وجوده على رأس الدولة الجزائرية »أشد خطورة« مما كان يمثله الرئيس الراحل هواري بومدين، حيث أشار إلى أن الجزائر كانت ولا تزال »عدوا أبديا« للكيان الصهيوني، مستدلا بما قدمه الجيش الجزائري من تضحيات خلال حرب سيناء 1973 ونصرته الدائمة للقضية الفلسطينية تحت شعار »مع فلسطين ظالمة ومظلومة«. وصف الخبير والمحلل الاستراتيجي الإسرائيلي قعاموس هرئيل الجزائر ب»العدو الأبدي« للكيان الصهيوني، مرجعا ذلك إلى مشاركتها المميزة والقوية في الحروب العربية المتعلقة بنصرة فلسطين، والتي كان أكبر دليل عليها ميلاد الدولة الفلسطينيةبالجزائر تحت شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، إلى جانب ما نشرته بعض التقارير من شهادات تاريخية ووقائع ميدانية متعلقة مباشرة بملفات حرب1973 التي قدمت الجزائر خلالها تضحيات جسام في سبيل نصرة المصريين من العدو الصهيوني، حيث أشار المحلل في حديث نقله موقع » الأزمنة« السوري، إلى أن الجزائر »كانت ثاني أكبر قوة على جبهة الحرب العربية الإسرائيلية« . واسترسل الخبير الصهيوني الذي يحتذى به في مجال الشؤون العسكرية والخطط الحربية، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتبر الجزائر أهم دولة في الشمال الإفريقي، حيث أوضح أن الحديث »عن هذا البلد يجبرنا على التوقف كثيرا أمام دروس تاريخية تسبب تجاهلها في الماضي تكبدنا خسائر فادحة«، وأنه »من الخطأ الفادح ارتكاز إسرائيل وراء البعد الجغرافي الذي يفصلها عن الجزائر«، بالنظر إلى »الكراهية« التي يكنها الجزائريون لكل ما هو صهيوني، حيث أسهب حول هذه النقطة مؤكدا أن » الجزائريين من أكثر الشعوب العربية كرها لدولة إسرائيل، ولديهم الاستعداد التام للتحالف مع الشيطان في وجهنا«، ليضيف »إنها كراهية عجزنا عن إزالتها طيلة العقود الماضية، كما فشلنا في القضاء على هؤلاء الأعداء الذين لم ندخر جهدا من أجل دحرهم أو القضاء عليهم«. وكمحاولة منه لإيجاد تفسير لما أسماه »كراهية الجزائريين لإسرائيل«، قال هرئيل »لطالما عجزت إسرائيل عن فهم سبب كراهية الجزائريين لنا، إلا أنني تمكنت عبر سنين من الدراسة والتحليل من فك طلاسم هذا اللغز المحير والذي يتلخص في التركيبة النفسية والعقائدية التي تهيمن على هذا الشعب الذي يسيطر عليه التطرف الديني إلى أبعد حد«، حيث أشار إلى أن إتباع الجزائريين للقواعد الإسلامية ولسنة الرسول صلى الله عليه وسلم قد حال دون تمكين إسرائيل من اختراق النسيج الجزائري، مؤكدا في هذا الصدد »لقد انتصرنا على الإسلام في كل مكان، لكن الإسلام هزم إسرائيل في الجزائر«. ولم يقتصر التحليل على الجزائر شعبا بل تعادها على السياسة التي ينتهجها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فيما يتعلق بملف التطبيع مع إسرائيل، وحول ذلك أكد المحلل الصهيوني أن »وجود رجل مثل بوتفليقة على رأس هرم السلطة في الجزائر يجبرنا على إتباع أقصى درجات الحذر، فرغم المواقف المعتدلة التي يبديها الرجل ورغم الحيادية التي يحاول أن يوهم الجميع بها، إلا أن تاريخه ومواقفه تجبرنا على عدم الوثوق به«، ليضيف »أنا أؤكد وأعتقد أن كثيرين في إسرائيل يشاطرونني الرأي بأن هذا الرجل لا يقل خطورة عن عدونا السابق بومدين، وبالرغم من أن سياسته تؤكد رغبته في تعويض الجزائر ما فاتها ووضع الجزائريين في مكان لائق على خارطة الشعوب تحت مظلة سلمية آمنة، إلا أن هذه الرغبة لا تخفي طموح الرجل في إرجاع بلده بقوة إلى الواجهة والتأثير في القرار الإقليمي والدولي«.