بعد أن أكمل تصوير فيلمه التاريخي الجديد " البطل مصطفى بن بولعيد " الذي سيحمض في أكبر المخابر الإيطالية المتخصصة كشف المخرج أحمد راشدي عن مشروع مسلسل تاريخي يتناول شخصية المناضل "كريم بلقاسم" وأوضح في سياق حديثه "يعكف حاليا كل من الكوموندو عز الدين وخالفة بوزيد على كتابة سيناريو حول مسيرة وحياة الشهيد كريم بلقاسم "وعن الغموض الذي يلف حياة هذه الشخصية الثورية البارزة ومواقفها والذي اغتيلت بألمانيا عام 1971 وكيفية تعامله الدرامي مع نهايته المأسوية• أكد مخرج "العفيون والعصا" وروائع أخرى من ريبيرتوار السينما الجزائرية أنه يعتمد على كتاب " أسد الجبال ّ هو الوحيد الذي يسرد مسارات وتفاصيل دقيقة حول حياة كريم بلقاسم والدبلوماسي الماهر، والذي سيساعد كاتب السيناريو في صياغة مواقف وحياة الشهيد كريم بلقاسم ، كما أشار أنه سيخرج قريبا مسلسل حول "ماسينيسا" من إنتاج التلفزيون الجزائري• البصري جراح التاريخ الجزائري وصراعات في محاولة لفهم صيرورة التاريخ ذاته والمرحلة وفتح النقاش حول شخصيات تاريخية لها رمزيتها ويكتنف ذكرها الكثير من الأسئلة ولد كريم بلقاسم احد مؤسسي جبهة التحرير الوطني و عقيد و قائد المنطقة الثالثة منذ الفاتح نوفمبر 1954 و احد المتفاوضين على وقف إطلاق النار يوم 14 ديسمبر 1922 بذراع الميزان. واشتغل كريم بلقاسم مبكرا في ورشات الشباب بالأغواط قبل أن يتجند في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية. و تم تعيينه عريفا أولا في الفيلق الأول للقناصين الجزائريين يوم 26 نوفمبر 1944 ثم تم تسريحه يوم 4 أكتوبر 1945 و عاد للعيش في ذراع الميزان حيث شغل منصب كاتب مساعد بالبلدية. و التحق سنة 1946 بحزب الشعب الجزائري و بدا في إقامة خلايا سرية في 12 دوار (قرية) حول ذراع الميزان. و في 1947 حكم عليه باعتباره احد الاعضاء الفاعلين في ناحية القبائل غيابيا بالإعدام ثم في سنة 1950 "بتهمة القتل و التحريض على التمرد و العصيان ضد فرنسا". و كان كريم بلقا سم الذي كان قائد الولاية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية للقبائل الكبرى ينادي بالكفاح المسلح و نجح سنة 1952 في حمل ما لا يقل عن 500 عنصر على الالتحاق بالجبل من بينهم عمار أوعمران عشية اندلاع الثورة الوطنية. و التقى يوم 9 جوان 1954 مع بن بولعيد بالجزائر العاصمة ثم ببوضياف و ديدوش مراد. و في مؤتمر الصومام يوم 20 أوت 1956 أصبح كريم بلقاسم احد الاعضاء الفاعلين في المجلس الوطني للثورة الجزائرية و لجنة التنسيق و التنفيذ مما جعله يستقر بالجزائر العاصمة. و بعد القاء القبض على بن مهيدي غادر العاصمة يوم 5 مارس 1957 مرفوقا بسعد دحلب و عبان رمضان و بن يوسف بن خدة أي كافة أعضاء لجنة التنسيق و التنفيذ و سافروا عندها إلى تونس في جوان 1957. وبعد أن شغل منصب نائب الرئيس و وزير القوات المسلحة في الحكومة المؤقتة الأولى للجمهورية الجزائرية يوم 19 سبتمبر 1958 تم تعيينه على التوالي نائب رئيس المجلس ووزير الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة الثانية للجمهورية الجزائرية. كما قاد الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان. و بعد استقلال الجزائر عارض كريم بلقاسم بن بلة و أركان الجيش العامة. و عندها استقر كريم بلقاسم بتيزي وزو لتنظيم مقاومة تصديا لبن بلة يوم 25 جويلية 1962 . و بعد فوز بن بلة و أركان الجيش تم عزله عن الحياة السياسية. و بعد 19 جوان 1965 انضم كريم بلقاسم إلى المعارضة ثم اتهم في افريل 1967 بتنظيم محاولة اغتيال ضد بومدين و صدر ضده حكم غيابي بالإعدام. و عندها غادر كريم بلقاسم الجزائر يوم 4 أوت 1967. و انشا كريم بلقاسم مع اصدقائه ومنهم قائد جيش التحرير الوطني سليمان عميرات الحركة من أجل الدفاع عن الثورة الجزائرية (حزب غير معترف به). و اغتيل كريم بلقاسم يوم 18 أكتوبر 1970 شنقا بفندق بفرانكفورت (المانيا). و ووري التراب في مربع المسلمين لمدينة فرانكفورت إلى غاية 24 أكتوبر 1984 حيث أعيد له الاعتبار و أعيد دفنه "بمربع الشهداء