ذكر المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية »المينورسو« أمحمد خداد ، أول أمس، المجتمع الدولي بواجباته في مجال حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية و ثروات الشعب الصحراوي، وفي سياق آخر، نقل المعتقل الصحراوي سالم التامك إلى المستشفى تحت تأثير الإضراب عن الطعام. أشار خداد خلال ندوة صحفية ببروكسل ببلجيكا إلى التطورات الأخيرة في نزاع الصحراء الغربية عشية نشر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، والذي وصفه ب»الهام«. و بخصوص المفاوضات بين طرفي النزاع المغرب و جبهة البوليساريو، أوضح خداد أن هذه المفاوضات تعرف انسدادا بسبب الجانب المغربي »المتشبت بموقفه غير المنطقي الذي يعتبر أن أي حل يجب أن يقوم على الاستقلال الذاتي للصحراء الغربية تحت سيادة مغربية«. فبعد أن ذكر بان الاقتراح المغربي بالاستقلال الذاتي يقوم على فرضية قانونية مغلوطة كليا مفادها السيادة المسبقة على الصحراء الغربية أضاف أن جبهة البوليساريو و المجتمع الدولي »لا يمكن أن يقبلا بحل في غياب انتخاب حر سيضفي المشروعية على الاستحواذ على أراضي بالاستعمال غير القانوني للقوة«. كما أبرز المسؤول الصحراوي أن »الجانبين مطالبان بأن يكونا مستعدين للشروع في مفاوضات بنية حسنة و بدون شروط مسبقة«، مضيفا أن جبهة البوليساريو تعتبر »بأنه ينبغي على أي حل أن يضمن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية«. و قال خداد في هذا الخصوص إنه »ليس موقف مفاوضات و إنما مطلب أساسي طبقا للقانون الدولي كما أن تقرير المصير يعد حقا إنسانيا جوهريا و هو يتماشى مع اللوائح المتوالية لمجلس الأمن الدولي«، و بخصوص مسألة تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من قبل المغرب أشار إلى أن الأشهر الستة الأخيرة قد شهدت »تدهورا متسارعا و خطيرا« لهذه الحقوق في الصحراء الغربية، مضيفا إنه »كان هناك قمعا كبيرا مارسته السلطات المغربية على المناضلين الصحراويين المطالبين بمسار تقرير المصير«. و تأسف خداد ل »عدم قدرة الأممالمتحدة على مراقبة حقوق الإنسان«، واصفا هذا بالمخجل بالنسبة لهذه المنظمة و لمجلس الأمن و المجتمع الدولي في مجمله«، واعتبر أن بعثة المينورسو هي »البعثة الوحيدة التي لم يخول لها القدرة على مراقبة حقوق الإنسان منذ إنشائها سنة 1978«. و ذكر العضو القيادي في جبهة البوليساريو في هذا الصدد بأن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان و منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان على غرار منظمة العفو الدولية و »هيومان رايت ووتش« قد أوصتا بوضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وبعد أن ندد ب»الضغط المكثف« الممارس من قبل المغرب وممثلي فرنسا بنيويورك ، أبدى خداد أمله في أن »يتخذ الأمين العام للأمم المتحدة موقفا و يوصي مجلس الأمن في تقريره حول الوضع في الصحراء الغربية الذي سينشر قريبا بوضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان«. كما وجه المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو نداء لإسبانيا »حتى تتحمل مسؤولياتها بصفتها قوة استعمارية سابقة للإقليم و كذلك بصفتها رئيسة للاتحاد الأوروبي التي تبقى على حد تعبيره مدينة للشعب الصحراوي، و من جهة أخرى تطرق المتدخل إلى مسألة أخرى تعرقل مسار المفاوضات تتعلق بالاستغلال غير القانوني من طرف المغرب لثروات الصحراء الغربية، مضيفا أن المغرب تجاهل تماما التزاماته في الصحراء الغربية، مفضلا نهب الفوسفات و الموارد الصيدية بقيمة تزيد عن 2 مليار دولار«، متهما الحكومات الأوروبية بتواطئها في هذا النهب. وفي سياق آخر، وجهت منظمة ألمانية لحماية حقوق الإنسان »مجتمع من أجل الشعوب المهددة«رسالة عاجلة لوزير الخارجية الألماني جيدو وسترول للتدخل لدى السلطات المغربية من أجل إطلاق سراح المناضلين الصحراويين لحقوق الإنسان الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، و طالبت بإلحاح بالقيام بمبادرات ملموسة لتمكين الملاحظين الدوليين و ممثلي الصحافة الدولية بزيارة الأراضي الصحراوية المحتلة كما وجهت المنظمة نفس النداء لوزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس الذي يترأس بلده حاليا الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أعلن ثلاثة معتقلين سياسيين صحراويين بسجن مراكش عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم أول أمس الثلاثاء منضمين بذلك إلى حركة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه سجناء الرأي الصحراويين منذ 18 مارس الفارط بالسجون المغربية، وأوضح علي سالم إبلاغ و إبراهيم برياز و سعيد الوعبان حسب ما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية أن انضمامهم إلى حركة الإضراب في السجون المغربية »يأتي تضامنا مع كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام بالسجون المغربية و احتجاجا على تدهور وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، مطالبين بإطلاق سراحهم و سراح رفقائهم المعتقلين في كافة سجون الاحتلال المغربي المظلمة«. من جهة أخرى أفاد بيان لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أن إدارة سجن سلا المحلي نقلت المناضل الصحراوي المضرب عن الطعام سالم التامك إلى المستشفى الصحي بابن سينا بعد تدهور حالته الصحية بعد أن وقع متأثرا بمضاعفات الإضراب عن الطعام. وتعد هذه المرة الأولى التي ينقل فيها معتقل صحراوي مضرب عن الطعام من السجن المحلي إلى المستشفى منذ انطلاق الإضراب عن الطعام.