أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس حرص حزبه على ضرورة مراجعة قانون الإعلام والإشهار، وتحيينه بما يتماشى مع متطلبات المرحلة وأخلاقيات المهنة وتمكين الصحفي من حقوقه والالتزام بواجباته. رافع الأمين العام للأفلان في خطابه بمناسبة التكريم الذي خصت به أمس قيادة الحزب الصحفي الشهيد محمد العيشاوي بحضور عائلته، احتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير، من أجل إعلام يتحلى بالمهنية والمسؤولية، والالتزامات الأخلاقية حتى يكتسب المصداقية ويحوز الثقة ويكون قادرا على صنع الرأي العام وتوجيهه. وأشار بلخادم إلى أن حرية التعبير ليست شيئا مجردا بل ما يجب أن تكون عليه هذه الحرية من التصاق بالواقع ودفاع عن مبادئ وثوابت وتعامل مع القضايا وطنية كانت أو عالمية بمصداقية بعيدا عن المؤثرات الذاتية التي ما تزال، مثلما يذهب إليه بلخادم تتحكم في كتابات البعض يصدرون على ضوئها أحكاما مطلقة بخصوص حرية التعبير والرأي. وأضاف بلخادم أن الأفلان حريص على العمل ليكون للصحفي قانون يحميه ويمنحه الثقة حتى يشارك في المسؤولية لنشر الوعي والاهتمام بكل القضايا الوطنية وخاصة قضايا الشباب والعمل على توجيههم بالطريقة التي يتخلصون بها من ما علق بنفسياتهم من آثار العشرية السوداء وما ترتب عنها من إحباط وفقدان للأمل في المستقبل. وخاطب بلخادم الصحفيين الذي حضروا التكريم الذي أصبح تقليدا تحرص قيادة الأفلان على تنظيمه سنويا، بالقول إن الحرية ليست كلمة نرفعها قولا ونتخلى عنها عملا لنحرفها أو نستغلها في استعمالاتنا وممارساتنا»، مشيرا إلى أن للحرية مقومات وأصول كما لها ثوابت، وعندما يتم تجاوز هذه الثوابت في رأي بلخادم فإن الحرية تصبح مفرغة من محتواها وتتحول إلى أداة للهدم ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار. وجدد بلخادم حرص الحزب على مراجعة قانون الإعلام والإشهار حتى يكون متجاوبا مع متطلبات المرحلة وأخلاقيات المهنة وتمكين الصحفي من الحصول على حقوقه والالتزام بواجباته، للوصول لا حقا إلى فتح المجال السمعي البصري، مذكرا أن التلفزيون الجزائري قدم محترفين يقودون اليوم مؤسسات إعلامية في عدة مناطق من العالم. ودعا بلخادم الإعلاميين الجزائريين لأن يكونوا صوت الجزائر في التصدي لكل الذين يحاولون المس بثوابت ورموز الأمة ويحلمون بواقع تجاوزه الزمن، منددا بالعنصرية التي تستهدف المغتربين من الأمتين العربية والإسلامية لأن الجزائر مهد الحريات لا تسكت على كل من تسول له نفسه التعدي على التاريخ وحقوق الإنسان. ومن جهته أشاد عيسي قاسة عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال في الأفلان بما قدمه الشهيد محمد لعيشاوي في سبيل الجزائر وفي سبيل العمل الصحفي وكشف حقيقة الاستعمار الفرنسي، مشيرا إلى ما تعرض له الشهيد على أيدي جلادي المستعمر من تعذيب وتقتيل، كما أكد أن الوثائق المتعلقة بالشهيد والتي تسلمها من عائلته ستمنح لاحقا إلى مؤسسة الأرشيف الوطني باعتبارها ليست ملكا للأفلان فحسب بل هي ملك للجزائر،كما قدم بدوره البروفيسور شولي شهادة عن الشهيد محمد لعيشاوي الذي عرفه قبل اندلاع الثورة التحريرية، وقال إن آخر لقاء له بالشهيد كان في 2 نوفمبر 1954 عندما حمل هذا الأخير بيان أول نوفمبر الذي تولى مهمة طباعته.