ينهي نهار اليوم المجلس الوطني لاتحاد عمال التربية والتكوين دورته السادسة، التي ظلت مفتوحة منذ إضراب 24 فيفري الماضي، بإصدار بيان ختامي، وأرضية خاصة بميثاق كنفدرالية النقابات الجزائرية، ونظامها الداخلي، تُعرض على اجتماع الكنفدرالية، المقرر عقده يوم 22 ماي الجاري، قبل اعتماد الأرضية المشتركة لهاتين الوثيقتين، والمصادقة عليهما بصورة نهائية. أوضح أمس ل «صوت الأحرار» الأستاذ مسعود عمراوي، عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال في اتحاد عمال التربية والتكوين )إينباف(، أن دورة المجلس الوطني السادسة التي انطلقت أشغالها أول أمس الأحد في العاصمة قامت بتقييم الوضع والحركة الاحتجاجية السابقة، وتحديد البرنامج المستقبلي، وناقشت وتدارست جملة من القضايا منها امتحانات نهاية السنة الجارية، وقد أخذت حيزا هاما من نقاشات ومداخلات الدورة، وكذا أمر كنفدرالية النقابات الجزائرية، التي أسهمت هذه الدورة بشكل وافر في فتح نقاش واسع حول الصلاحيات النقابية التي ستمنح لهذه الهيئة الجماعية، وعلاقتها الانفرادية بالنقابات، وبالمحيط العمالي والرسمي، وأمر القيادة التي ستعتمد، مع ناطقها الرسمي، وما إلى ذلك. وينتظر أن تخرج نهار اليوم هذه الدورة بأرضيتين نظريتين أوليتين لكل من ميثاق الكنفدرالية، وميثاقها، وستعرضان للنقاش والتلاقح مع الأرضيات النظرية الأخرى، التي ستتقدم بها النقابات الثلاث الأخرى في الاجتماع المقرر عقده يوم 22 ماي الجاري في العاصمة. وخارج هذا الإطار ناقشت وتدارست الدورة موضوع الدخول المدرسي القادم، وكثير من القضايا الأخرى التي تهم عمال القطاع. وأكد الأستاذ عمراوي أن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين سجل انشغاله الكبير من الخرق الذي تتعرض له الحريات النقابية في الجزائر، ودعا بالمناسبة السلطات العمومية إلى فتح آفاق عمل مستقبلي نقابي جاد. وتعليقا على ما يجري في الميدان قال عمراوي:« نحن نعرف مصلحة التلاميذ أكثر من أية جهة كانت، ونرفض تواطؤ بعض مديريات التربية للتضييق علينا، وفتح العمل مع الخدمات الاجتماعية، من أجل إثراء البرنامج المستقبلي للخدمات الاجتماعية المزعومة، الذي يهدف لاسترجاع الثقة المفقودة لهذه النقابة المهيمنة بشكل فردي على أموال الخدمات الاجتماعية، وفي نفس الوقت من خلال التوقيعات من قبل الزملاء لتزكية هذا العمل، وهذا المشروع الصادر عن نقابة معينة يُختم من قبل مديرية تربية». وعن هذا الأمر قال عمراوي: هذا السلوك نرفضه، وهو تواطؤ، وفيه كيل بمكيالين. وحسب الجو العام الذي جرت فيه هذه الدورة، وما دار خلالها من أفكار واقتراحات بشأن الموقف الحالي من المطالب المهنية الاجتماعية المرفوعة، فإن كل الحركات الاحتجاجية مؤجلة إلى ما بعد الدخول المدرسي القادم، لأن الوقت ضاق على التلاميذ، وأوليائهم من الوقت الطويل الذي ضاع منهم بفعل الإضرابين السابقين، ولم يُعوضا جزئيا بعض ما ضاع منهم إلا بشق الأنفس، وغير مستبعد من الآن، أن يلجأ اتحاد عمال التربية والتكوين رفقة نقابة «كناباست»، وربما نقابات أخرى، إلى خوض إضراب جماعي، مشترك ضمن إطار الكنفدرالية، ولن يكون هذا الإضراب قبل الشروع في الموسم الدراسي القادم، ويبقى خارج هذا التحديد ممارسو الصحة العمومية، الذين هم منذ تأسيس كنفدرالية النقابات الجزائرية كم نقابي موحد، وغير مستبعد حسب قيادات نقابية أن يعودون للاحتجاج والإضراب قبل عودة عمال التربية من عطلة الصيف.