أوفدت فرنسا ممثلين عن وزارة الداخلية من أجل الوقوف على دفعة الأئمة التي تعتزم الجزائر إرسالها مع مطلع شهر جوان الداخل، وتتكون من 52 فردا من أجل إمامة المساجد الفرنسية هناك، وتبين من خلال تدخل ممثليه حكومة فليون أن فرنسا لا تريد أن تأخذ إلى موطنها أئمة دون أن خضوعهم لعدة معايير تستجيب إلى متطلبات المجتمع الفرنسي. دافع بوترون غون ممثل وزارة الداخلية الفرنسية أمس في اليوم الدراسي لفائدة الأئمة المنتديين إلى فرنسا أمام وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله وعميد مسجد باريس دليل بوبكر بدار الإمام بالمحمدية بالعاصمة، عن حرية ممارسة العبادة في فرنسا، خاصة بالنسبة للأئمة الجزائريين، قائلا أن ''الجزائروفرنسا لهما في هذا المجال شراكة بعيدة الأمد''، موضحا أن ''الإسلام وممثليه في فرنسا خاصة من قبل الجزائريين يعاني من النقص في تكوين الأئمة خاصة في وقت أصبح فيه الإسلام ثاني ديانة في فرنسا. ودافع المتحدث في نفس الوقت عن ''فرنسا اللائيكية'' التي قال إنها إذا كانت على هذا النحو فإنها تحترم جميع الأديان، من حرية المعتقد فالدولة الفرنسية، حسبه، لا يهمها نوعية الديانة ، المهم عندها هو ضمان حرية ممارستها ، وهذا في ظل احترام المجتمع ، مشددا على أن كل الديانات في فرنسا متاحة للجميع وبكل حرية في إطار احترام قانون الدولة الفرنسية. وبذلك تكون فرنسا عن طريق ممثلي أرادت الداخلية تبييض صورتها في الجزائر، خاصة بعد حادثة البرقع وما صاحبها من ضجة إعلامية كبيرة لدى أوساط المجتمع الجزائري والجالية المسلمة في فرنسا. وهو الأمر الذي أكده المتحدث من خلال قوله ''نحن هنا في الجزائر لتبييض الصورة في هذا الشأن'' ، مجددا تأكيده على أن ''فرنسا تمنع التجمعات غير المرخصة إلى جانب التظاهرات إلا بترخيص من الدولة'' ، مشددا في ذات السياق على أن ''مسلمي فرنسا لديهم الحق في ممارسة حقوقهم بالتساوي مع الديانات الأخرى حتى يصبح التوازن في المجتمع الذي قال عنه أنه اليوم أصبحا هشا. ,وحرص ممثل الحكومة الفرنسية على التأكيد على التحدي الكبير الذي توليه فرنسا من أجل تكوين الأئمة وهو الأمر الذي تؤكده الجزائر حسب وزير القطاع . يقول المتحدث.من جهته كشف برنار غودار مستشار وزير الداخلية الفرنسي عن آخر إحصائيات الوزارة المتعلقة بكل ما يحيط بالجالية الإسلامية هناك خاصة الجزائرية منها، وحسبه فإن عدد تلك الجالية يصل إلى 6 ملايين مسلم،غير أنه لم بخف وجود صعوبات كبيرة فيما يخص إحصائها في ظل استمرار أعدادها في الارتفاع والاستمرار، مؤكدا أن نصف الجالية المسلمة من الجزائريين حيث يصل عددها هناك إلى مليوني جزائري ، وأشار المتحدث أنه قبل سنة 2000 لم يكن بمقدور الجزائريين القدوم إلى فرنسا، لكن بعد ذلك شهد الأمر تزايدا، كما كشف عن وجود 700 مسجدا، حيث أوضح المتحدث أن فرنسا في حركية كبيرة لبناء المساجد التي يؤمها اليوم 2000 إمام ، 300 منهم يتلقون تكوينا خاصا. وانتقد المتحدث وجود الأئمة الذين يمارسون نشاطات أخرى كالتجارة والطلبة، موضحا أنه ليس كل من يتقن التجويد يكون إماما في المساجد وهو الأمر الذي لا تقبله فرنسا. وفي نفس السياق دعا ممثل فرنسا الأئمة الجزائريين إلى ضرورة الإطلاع على خبايا المجتمع الفرنسي ومعرفة ذلك من خلال الفتاوى التي يبحث عن إجابة لها في مختلف المواقع الإسلامية على غرار المواقع السلفية.