تعقد اللجنة الرباعية لوسطاء السلام بالشرق الأوسط يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة الألمانية برلين أول لقاء لها بعد بدء تطبيق اتفاق التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، فإن اللجنة -المؤلفة من الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا- ستجتمع على هامش مؤتمر تستضيفه ألمانيا لدعم "الأمن المدني وحكم القانون" في الأراضي الفلسطينية. وقد دخلت التهدئة في قطاع غزة يومها الثالث دون حوادث إطلاق نار بين الجانبين، وسط خلاف فلسطيني إسرائيلي حول شمولها وقف تهريب الأسلحة إلى غزة. وقالت مصادر في قطاع غزة إن الجيش الإسرائيلي أبقى على انتشار قواته بكثافة حول القطاع بعد بدء التهدئة. وأضاف أنه لم يسجل أي حادث من قبل الطرفين، وأن الحياة بدت طبيعية في مدن وقرى القطاع لأول مرة منذ فرض الحصار. غير أن رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على قطاع غزة جمال الخضري قال إن الواقع في القطاع ما زال على حاله في اليوم الثالث من التهدئة, معتبرا أنه لا توجد أي ذرائع لمنع دخول المواد الحياتية والإنسانية اللازمة إلى القطاع. ودعا الخضري الفلسطينيين إلى الالتزام الكامل بالتهدئة وعدم إعطاء إسرائيل ذرائع لكي تخرب وتدمر كيفما تشاء، حسب تعبيره. ومع ذلك بدت بوادر خلاف بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول بنود التهدئة التي توسطت فيها مصر ونصت على وقف كل الأعمال العسكرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفتح تدريجي للمعابر التجارية ومشاركة مصر مع الرئاسة الفلسطينية وحماس في التوصل لترتيبات فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة. فقد قال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل وقف الهجمات على إسرائيل من جانب جميع الفصائل علاوة على وقف كامل لتهريب الأسلحة. وأضاف "أي شخص يقول غير ذلك فمن الواضح أنه يريد تدمير التهدئة قبل أن تتاح لها فرصة للنجاح حقا". ولكن رئيس وزراء الحكومة المقالة القيادي في حماس إسماعيل هنية نفى ذلك وأكد أن التهدئة لا تتضمن بندا يتعلق بوقف ما يسمى بالتهريب عبر الحدود. وقال هنية في خطبة الجمعة في غزة "قالوا على حماس أن توقف ما يسمونه بالتهريب عبر الحدود برا وبحرا. وقالوا لا بد أن يكون الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ضمن صفقة التهدئة". وأضاف "لم نستجب لهذه المطالب لأنها مطالب ظالمة وخارجة عن حدود فكرنا وقدراتنا وخارجة عن قدرات هذه الحكومة وهذا أمر لا نعطي به التزامات". وفي هذا السياق أظهر استطلاع أجراه معهد داحف الإسرائيلي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون التهدئة لكنهم يعتبرون أنها محكوم عليها بالانهيار في وقت قصير. وجاء في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الجمعة في صحيفة يدعوت أحرونوت أن 56% من الأشخاص يؤيدون التهدئة وأن 39% يعارضونها، ولم يدل 5% منهم بأي رأي. بيد أن أغلبية 79% من المستطلعة آراؤهم "لا تعتقد أو تميل إلى عدم الاعتقاد" أن التهدئة ستدوم، في حين أعرب 68% ممن عارضوا التهدئة عن هذا الموقف في حال لم يتضمن الاتفاق الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير بقطاع غزة منذ عام 2006.