أعلن أمس وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة عن ترقية خمس محطات تلفزيونية جهوية إلى قنوات متخصصة، مؤكدا أنه في ظل الحملات المغرضة الرامية إلى المس بذاكرة الشهداء وأمجاد الثورة سيتم تخصيص واحدة من القنوات الخمسة المرتقبة للتعريف بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة، فيما طالب أمين عام منظمة المجاهدين باريس بتسليم الأرشيف الحقيقي الذي يكشف الجرائم الاستعمارية، مضيفا أن الفرنسيين قاموا بتصوير وتوثيق جميع جرائمهم، وهذا هو الأرشيف الذي تريده الجزائر. أقر وزير الاتصال بتقصير الجزائر بالاهتمام بإرثها الوثائقي وأرشيف الثورة وزير الاتصال، وقال أن ما تبذله الجزائر "في سبيل الأرشفة والتأريخ في مجال الثورة التحريرية أقل بكثير مما تبذله دول أخرى لم تقدم نفس القدر من التضحيات مثلما فعلته الجزائر"، مضيفا أن "عملنا التربوي والثقافي لا يعكس ما بذله جيل نوفمبر في سبيل الاستقلال". وخلال لقاء جمعه بالأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو لبحث الطريقة التي تقوم على أساسها الصحافة الوطنية بتسجيل الشهادات الحية للمجاهدين، حمّل بوكرزازة وسائل الإعلام المسؤولية الأكبر في التعريف بالزخم الهائل الذي عرفته الثورة المجيدة، حيث يتعين عليها – كما قال الوزير- عدم الاكتفاء بالتغطية العادية للأحداث والمواعيد الوطنية وإنما التفكير في استضافة المجاهدين وتنظيم موائد مستديرة لمناقشة المواضيع ذات الصلة إضافة إلى تسجيل الشهادات الحية لمن شاركوا في الكفاح المسلح والتي تعد المصدر الأكثر مصداقية"، وقال الوزير "إن اهتمام وسائل الأعلام العمومية بالثورة يبقى متواضعا مرجعا الأسباب إلى كون الجزائر تمتلك قناة عمومية واحدة، "يضبط عملها دفتر أعباء، ودفتر شروط يلزمانها بتغطية مختلفة". ولتعزيز الدور الحيوي لوسائل الإعلام الوطنية في تسجيل صانعي الثورة الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومعالجة "تقصير" الموجود في الاهتمام بالتاريخ وتبليغ رسالة نوفمبر للأجيال وغرس الروح الوطنية في أوساط النشء، أكد وزير الاتصال أنه في إطار ترقية المحطات التلفزيونية الجهوية الخمسة إلى قنوات وطنية يندرج مشروع إنشاء قناة تلفزيونية ثقافية مهمتها التعريف بالثورة الجزائرية، وضمن هذا المسعى، قال بوكرزازة أنه "سيتم إشراك كل المعنيين على غرار المنظمة الوطنية للمجاهدين في بلورة فلسفة وأهداف هذه القناة". وفي ذات السياق كشف وزير الاتصال عن مشروع انجاز برنامج تلفزيوني على شاكلة "حدث في هذا اليوم" يتعرض لأهم الأحداث التاريخية التي عرفتها الجزائر من خلال حلقات قصيرة تبث على مدار السنة خلال أوقات ذروة المشاهدة. ومن جهته دعا أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو إلى وضع إستراتيجية وقائية وطنية لحماية أرشيف وكافة الوثائق المتعلقة بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة من ما وصفه بالحملات المغرضة والغزو الثقافي "تأخذ مرجعيتها من المميزات الوطنية والعطاء التاريخي للجزائر". وقلل عبادو من أهمية الأرشيف الذي سلمته السلطات الفرنسية مؤخرا للجزائر، وقال "ما سلم لنا لا يعدّ أرشيفا، فما معنى أن يقدموا لنا تسجيلا لنشرة إخبارية تعود لسنة 1958 وتتضمن دعاية استعمارية"، وطالب أمين عام منظمة المجاهدين باريس بتسليم الأرشيف الحقيقي الذي يكشف الجرائم الاستعمارية، مضيفا أن الفرنسيين "قاموا بتصوير وتوثيق جميع جرائمهم، وهذا هو الأرشيف الذي نريده"، مقللا من أهمية الأرشيف الذي سلمته السلطات الفرنسية مؤخرا للجزائر، وقال أن "ما سلم لنا لا يعدّ أرشيفا، فما معنى أن يقدموا لنا تسجيلا لنشرة إخبارية تعود لسنة 1958 وتتضمن دعاية استعمارية"، كما اعتبر أن ما سلمته باريس للجزائر قبل أشهر من خرائط للألغام عديمة القيمة ، مطالبا فرنسا "تسليمنا الخرائط المفصلة، التي تتضمن مواقع زرع الألغام لغما بلغم، إضافة إلى خرائط الممرات الموجودة بها"، وذكر في السياق ذاته "لا تزال مواقع التفجيرات النووية مفتوحة، ويدخلها المواطنون، ويتعرضون للتلوث الإشعاعي". وخلص عبادو إلى أن الأرشيف الذي تحتفظ بها فرنسا، يتضمن معلومات ودراسات هامة ومدققة عن الجزائر، في كل المجالات بما فيها البترول والعمران، "ولو مكنتنا فرنسا منه، لكانت قد وفرت علينا كثيرا من الوقت خلال إنجازنا لمختلف الخطط التنموية".