أعلن وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة أمس عن تسطير برنامج لتأسيس مجمع خاص بالتلفزيون وآخر خاص بالإذاعة بهدف ترقية أداء القطاع السمعي البصري وجعله في مستوى التحولات التي تعرفها البلاد، وأعلن من جهة أخرى عن توجه جديد يهدف إلى خلق صحافة مكتوبة جوارية. وتطرق الوزير لدى استضافته أمس من طرف الإذاعة الوطنية القناة الاولى في حصة "في الواجهة" إلى جميع الجوانب المتعلقة بنشاط قطاع الاتصال، وأسهب في ذكر مختلف البرامج الموجهة لقطاع السمعي البصري وبخاصة مؤسسة التلفزيون الجزائري وتحدث عن إنشاء مجمع للتلفزيون قبل حلول العام 2012 يرتكز على البث الرقمي لفائدة أكثر من 70 بالمئة من سكان الجزائر، ويشمل قنوات موضوعاتية ومتخصصة. وأشار الوزير الى ان التلفزيون الجزائري لم يعد قادرا على مواكبة التحولات الجارية في البلاد ولم يعد بمقدوره ضمان رسالة إعلامية تنقل حقيقة ما هو واقع، وأعلن عن إنشاء ورشة عمل هدفها التفكير في استحداث قنوات تستجيب لطلبات الجمهور، ونفى في هذا السياق أي تراجع عن مشروع إنشاء قناة ناطقة بالامازيغية موضحا ان المشروع يندرج في سياق شامل يهدف الى استحداث تلك القنوات الموضوعاتية والمتخصصة. واعلن في نفس السياق عن قرب تحويل القناة التلفزيونية الثالثة الى قناة شبه إخبارية، "تسوق" صورة الجزائر للخارج. وقاد الحديث عن تطوير أداء التلفزيون الى إثارة الوزير لملف فتح المجال السمعي البصري للقطاع الخاص، وقال في الموضوع" كل شيء سيأتي في وقته" مشيرا الى ان الذهاب نحو تحرير القطاع يتطلب تحضيرا مدروسا "وهذا ما هو حاصل اليوم خاصة من ناحية توفير البرامج" مؤكدا ان اغلب البرامج التي يبثها التلفزيون الجزائري تنتجها شركات خاصة، وان الساحة اليوم تضم أزيد من 4 آلاف وكالة خاصة. وحول الانتقادات الموجهة من طرف بعض أحزاب المعارضة للتلفزيون لأنه لا يفتح أبوابه للرأي الآخر قال السيد بوكرزازة أن مؤسسة التلفزيون تخضع لدفتر شروط معين، وأنها لم تتخلف ولو مرة عن فتح نقاشات سياسية مثلا عند اقتراب كل موعد انتخابي. ومن جهة أخرى أثار الوزير التطور الذي تعرفه الإذاعة الوطنية مؤكدا نجاح تجربة "إذاعة محلية لكل ولاية" حيث تستقطب هذه الأخيرة 65 بالمئة من المستمعين وتصل هذه النسبة الى 70 بالمئة في بعض المناطق. وأفاد الوزير بأنه "سيتم فتح ثلاث إذاعات جهوية قبل نهاية السنة" علما بأن عددها الحالي يبلغ 39 محطة مؤكدا في ذات الوقت بأنه "سيتم الانتهاء من رقمنة كل استوديوهات الإذاعات الجهوية سنة 2009". واستعرض بالمناسبة مختلف الجهود المبذولة في سبيل تطوير البث الإذاعي وتوسيع رقعة استقباله عبر التراب الوطني موضحا في هذا الإطار بأن مركز البث على الأمواج القصيرة المزمع إنشاؤه بولاية سيدي بلعباس سيمكن من وصول البث الإذاعي إلى كل المناطق علاوة على امتصاص مناطق الظل (تداخل الموجات الإذاعية الأجنبية بسبب وجود التضاريس أو نمو المدن). وأضاف بأن قطاعه قام لهذا الغرض باقتناء نحو400 جهاز إرسال وإعادة إرسال. وعلى غرار ما ستشهده مؤسسة التلفزيون من إعادة هيكلة تم تنصيب ورشة ستعكف على دراسة إنشاء قنوات إذاعية موضوعاتية. ولدى تطرقه الى واقع الصحافة المكتوبة أكد وزير الاتصال استعداده لدعم الصحافة الجوارية عبر إنشاء مطابع جهوية جديدة وانشاء صحافة مكتوبة قريبة من انشغالات المواطنين. وضمن هذه المقاربة قال أن "إعادة انتشار المطابع سيسمح بظهور عناوين جديدة ستأتي لتدعم الصحافة الجوارية" مشيرا إلى أن قطاعه "شرع في الإجراءات الخاصة بإنشاء مطبعة بشار التي سترى النور خلال الأشهر المقبلة". وتأتي هذه الخطوة لتدعم مطبعة ورقلة التي مكنت سكان سبع ولايات من الجنوب من الإطلاع على الصحافة في وقت مبكر على غرار سكان الشمال. وسئل الوزير خلال الحصة عن مدى تقدم مشروع إعداد البطاقية الوطنية للصحافي والتي سبق وأن أعلن عنها وأوضح بأنها "لا تزال غير مكتملة لحد الساعة حيث يجري حاليا التعاون بين الوزارة وأجهزة الصحافة العمومية منها والخاصة لإتمام العملية". وتحدث عن تطور الصحافة المكتوبة، وأحصت الوزارة حسب السيد بوكرزازة 291 عنوانا بسحب يومي يقدر ب2.5 مليون نسخة من بينها 68 يومية، و97 أسبوعية. واستبعد وزير الاتصال أن يكون للازمة المالية الحالية تأثير على مختلف برامج القطاع، وأكد أن المخصص المالي الموجه لتنفيذ كل البرامج المشار اليها تم رصده في اطار مختلف قوانين المالية المعتمدة.