دعا المُفوض العام لجمعية البنوك والمؤسسات المالية، عبد الرحمن بن خالفة، البنك المركزي الجزائري إلى ضرورة إعادة النظر في عملية توزيع الأموال على مراكز البريد والبنوك المتواجدة عبر مختلف الولايات لتفادي النقص في السيولة النقدية التي تُعاني منها هذه المؤسسات والتي أحدثت اضطرابا وسط المواطنين، تأتي هذه التصريحات قبل عشرة أيام عن عيد الأضحى المبارك وفي ظل تواصل هذا المُشكل الذي ظهر على الساحة نهاية شهر رمضان الماضي وتأثرت منه عدة ولايات. اعترف المُفوض العام لجمعية البنوك والمؤسسات المالية، عبد الرحمن بن خالفة، الذي كان يتحدث على أمواج القناة الإذاعية الوطنية، بتواصل مشكل نقص السيولة على مستوى مراكز البريد وحتى بعض الفروع البنكية بعديد ولايات الوطن، ومن هذا المنطلق، شدد المتحدث على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير السيولة سيما وأن عيد الأضحى على الأبواب مقترحا على البنك المركزي الجزائري إعادة النظر في عملية توزيع الأموال في أقرب الآجال لتفادي هذا المُشكل الذي أصبح يُقلق المواطنين. وتأتي هذه التصريحات قبل عشرة أيام عن عيد الأضحى المُبارك وفي وقت انتقل فيه هذا المُشكل إلى الولايات التي لم تتضرر منه في بداية الأمر، بحيث وصل إلى حد أن مس عددا معتبرا من الفروع البنكية، ما جعل شكاوي المواطنين ترتفع على المستوى الوطني ولجأ البعض في جهات معينة إلى القيام باحتجاجات منددين بالصمت المُطبق من قبل السلطات التي اعترفت بالمُشكل لكنها لم تأت بالحل لغاية الآن. ومن بين المناطق الأكثر تضررا نجد المناطق النائية، بحيث وصل الأمر إلى حد لجوء أعوان البريد إلى صرف شيكات لا تتجاوز الأربعة آلاف دج لأصحاب الحسابات البريدية الجارية، وهو ما جعل العديد من المواطنين يصرفون أموالهم على عدة دفعات أو ينتقلون إلى ولايات أخرى من أجل الحصول على المبالغ المالية التي يحتاجونها، ومنه تشكلت طوابير عبر جل المراكز البريدية في تلك الولايات. وكان هذا المُشكل طُُرح على مستوى بعض المكاتب البريدية في بعض الولايات، وبالضبط بالمناطق النائية، منذ عدة أشهر لينتقل فيما بعد إلى عدة ولايات ووصل إلى حدته نهاية شهر رمضان المُعظم الماضي، أي أسبوعا قبل عيد الفطر، واعترف بريد الجزائر بدوره بوجود المُشكل وأرجع ذلك على لسان مدير الإعلام بذات المؤسسة، نور الدين بوفنارة، إلى ما أسماه عجز البنك المركزي الجزائري في توفير السيولة المالية المطلوبة من طرف مؤسسة البريد، ما تسبب برأيه في حدوث اضطرابات حادة في عملية صرف الأموال على مستوى العديد من المراكز التابعة للمؤسسة، سيما وأن متوسط السحب الشهري للفرد الواحد انتقلت من 7 آلاف دج إلى 20 ألف دج خلال فترة الخمس سنوات الأخيرة مع ارتفاع عدد زبائن هذه المؤسسة إلى 12 مليون زبون. تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة بريد الجزائر تتوفر حاليا على ما يُعادل 3 آلاف و400 مركزا موزعة عبر ال48 ولاية.