يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد طيبي أن ما يثار حول مسالة "انفصال منطقة القبائل" التي يتزعمها الانفصالي فرحات مهنى تندرج في إطار إستراتيجية بعض الدول لشغل الجزائر بمسائل داخلية وهي مجرد قلاقيل لتهيئة الأجواء لتوتر داخلي، مؤكدا أنها صناعة مخابر استخباراتية مغربية فرنسية يقودها أعداء الداخل الذين وصفهم في تصريح، أمس، ل "صوت الأحرار" ب "الدودة الزائدة" وفي تعليق على خرجة متزعم "الماك" الذي ظهر مؤخرا على إحدى القنوات الفرنسية والذي طالب مجدد بانفصال منطقة القبائل، وهي الخرجة التي لقيت دعما من طرف الصهيوني وعراب ما يسمى "الثورات العربية" هنري ليفي، وهي الخرجة التي تزامنت مع "الربيع الأمازيغي"، حيث خرج بعض أمس بعض المحسوبين على "الماك" في مسيرة بتيزي وزو، أوضح الدكتور طيبي أن حركة "الماك" لا تمثل خطرا بالمعنى الاستراتيجي بل هي أداة من أدوات الاختراق التي ابعث في نفوس الجزائريين بعض الهواجس لمطالب ذات البعد الإثني وليس الوطني مثلما حدث في غرداية. وبعد أن أكد أن ما يثار حول "انفصال منطقة القبائل" يدخل ضمن إستراتيجية بعض الدول من أجل شغل الجزائر في مسائل داخلية وتهيئة الأجواء لتوتر داخلي يقودها أعداء الداخل، معتبرا أن "الماك" صناعة مخابر استخباراتية "مغربية- فرنسية"، وفي ذات السياق يعتبر المختص الاجتماعي أن هذه المسألة قد تكون محكا للوطنية في منطقة القبائل على وجه الخصوص وفي الجزائر على وجه العموم. وحول ذلك استبعد الأستاذ طيبي أن يكون لهذه الحركة أي تأثير على الجبهة الداخلية، مؤكدا أن متزعميها خليط من المتغربين والمتنصرين يتخذون من بعض الدول منبرا لصناعة هوية غربية بلا أصول مستطردا بالقول "هم أبعد من أن يكونوا خطرا على وحدة الجزائر لأنهم كالدودة الزائدة"، مشيرا بالقول "هم لا يمثلون أبناء القبائل الأشاوس ولا أرى جبال جرجرة تخشى من النمل". وبشأن حملة الإساءة إلى رئيس الجمهورية التي قادتها وسائل إعلام فرنسية مدعومة بالطبقة السياسية هناك، أشار المتحدث إلى أن هذه الحملة المشينة يقف وراءها اللوبي الصهيوني والاشتراكيون الفرنسيون، مؤكدا أن التاريخ اثبت أن الاشتراكيون كانوا دوما وراء تدمير العلاقات بين الجزائر وفرنسا، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة التفكير في المهم وعدم الانسياق وراء هذه الحملات المسعورة لأن خدمة الجزائر أولى وأهم. الأرسيدي يطالب برحيل "الماك" نظم، صبيحة الأربعاء، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية مسيرة سليمة، تزامنا والاحتفالات بالذكرى ال 36 للربيع الامازيغي المصادف لتاريخ 20 افريل من كل سنة. المسيرة شارك فيها كل من سعيد سعدي ورئيس الحزب محسن بلعباس وإطارات في الحزب إلى جانب الآلاف من المتظاهرين الذين جابوا شوارع ولاية تيزي وزو انطلاقا من مقر جامعة مولود معمري بتيزي وزو مرورا بالشوارع الرئيسية وصولا إلى ساحة المدينة، وخلال الكلمة التي ألقاها محسن بلعباس رئيس الحزب بالمناسبة، أكد أن مسيرة اليوم هي رسالة من أجل الوحدة وحتى تكون اللغة الامازيغية لغة رسمية مرددا قوله »ما زلنا أمازيغ«، هذا في الوقت الذي كان يردد فيه المتظاهرون شعارات من بينها "الامازيغية لغتنا والجزائر بلدنا" و"الماك ارحل". ويجدر بالذكر أن مسيرة الأرسيدي وحركة الاستقلال الذاتي "الماك" عرفتا تطويقا أمنيا محكما سواء بالزي المدني أو الرسمي من قبل أعوان الأمن، وذلك تحسبا لأي انزلاق أو مناوشات مقصودة. من جهتها التنسيقية الوطنية المستقلة لترقية اللغة الامازيغية نظمت تجمعا بوسط مدينة تيزي وزو، وحسب بيان التنسيقية الذي تلقت "صوت الأحرار" نسخة منه، فقد أكد الناطق باسمها أن المكانة الحقيقة للامازيغية في الجزائر لكي تتحقق وتجد لها طريقا سليما، لا بد لها من إرادة سياسية قوية وهذا ما يؤدي حسب البيان ذاته إلى لم شمل كل الجزائريين ووضع حد لأزمة هوية دامت.