اعتبر الأستاذ والمؤرخ لحسن زغيدي، تصريحات هولاند الأخيرة، افتراء على الجزائر قال إنه نابع عن الحمى الانتخابية الفرنسية، وأضاف تعودنا على مثل هذه التصريحات منذ سنوات عودنا الساسة والسؤولون الفرنسيون على استغلال ملف الذاكرة الجزائرية في الحملات الانتخابية وإطلاق تصريحات استفزازية غير مسؤولة لكسب ود الناخبين. ووصف الدكتور زغيدي في اتصال ب"صوت الأحرار" تصريحات هولاند باللامسؤولة لرئيس دولة إزاء دولة مستقلة ومحترمة، في قضية تتعلق بمواطنين فرنسيين ليست للجزائر علاقة بهم لأنهم هم من تنصلوا وتنكروا لجزائريتهم وانتمائهم، ووصف الحركي بأنه ذلك الإنسان الذي تخلى عن كل الروابط التي تجمعه بدولته واختار رابطة العدو ليتحول من ابن للدولة إلى عدو لها ومعادي لأهدافها وفي مقدمتها تحرر الإنسان والأرض، وواصل قائلا غن هذا الحركي اختار قبل الاستقلال الموقع الذي رأى نفسه فيه واختار الجنسية وعلى هذا الأساس لا يمكن اعتباره جزائريا حتى ندافع عنه. وفي ره على اتهام هولاند الجزائر بالانتقام من الحركى، نفى الدكتور زغيدي هذا الافتراء مبررا ذلك بالقول إن هؤلاء يعتبرون من مخلفات الاستعمار في وجهه العسكري المعادي الحامل للسلاح، وليس في وجهه السلمي كموظفين مدنيين عاملين في أسلاك مدنية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ما يدعيه هولاند إبادة وقيامة الجزائر بأعمال إجرامية إزاء هذه الفئة، التاريخ لم يسجل أن الجزائر المستقلة قامت بإبادة هؤلاء إلا من ارتكبوا أعمالا دموية إزاء الشعب. وتحدى الدكتور زغيدي هولاند أن يفتح ملف حركى فرنسا مع ألمانيا، وأن يتحدث عما فعله الفرنسيون بأبناء جلدتهم بعد تحرير باريس سنة 1943، وإقامتهم محاكم تفتيشية انتقامية لهم تم خلالها إعدام الآلاف منهم أغلبهم أبرياء، قبل الحديث عن فئة باعت وطنها وحملت السلاح ضد أمتها. وعدّد الدكتور زغيدي الجرائم والإعدامات والمحارق التي مارستها فرنسا الاستعمارية وجيشها الاستدماري في حق الشعب الجزائري الأعزل من 1830 إلى 1962 والتي خلفت أكثر من 10 مليون مواطن جزائري معظمهم من الأطفال والنساء، حين دعا هولاند إلى التعليق على محرقة أولاد رياح التي أعدم فيها 1200 مواطنا خنقا داخل مغارة رفقة ماشيتهم، وكذا سلسلة المجازر المرتكبة في حق الشعب الأعزل وتجاربها النووية بالصحراء الجزائرية، ليختم حديثه بالقول "كل ما أتمناه هو أن يقرأ هولاند ومستشاروه ما كتبه أبناء جلدتهم في أبناء جلدتنا، وهو ما يكفيهم أن يقيموا لهم المحاكم ويحاسبوا أجدادهم".