كشفت وزير الخارجية الفرنسي، جون ايف لودريان، عن الصعوبات التي يواجهها الحركى في زيارة الجزائر، قائلا إن الحكومة الفرنسية مجندة وتبذل جهودا منذ فترة طويلة بشأن هذه المسألة، وأضاف بان حكومته تحتفظ في هذا الموضوع بحوار منتظم مع السلطات الجزائرية في إطار الملفات التي تناقش بين البلدين حول قضايا الذاكرة. أكدت الحكومة الفرنسية، أنها تبذل جهودا وتجرى مفاوضات مع الجزائر من أجل تمكين "الحركى" أو الفرنسيين من أصول جزائرية والذين غادروا البلاد غداة الاستقلال، من أجل تمكينهم من زيارة "بلدهم الأصلي" وأكدت بهذا الخصوص بان الملف قيد المناقشة بين الطرفين الجزائري والفرنسي، رغم المعارضة الشديدة التي أبانها المسؤولون في الجزائر بشأن هذا الملف، حيث سبق وان أكد الرئيس بوتفليقة بان ملف عودة الحركى إلى الجزائر غير قابل للنقاش، وهو الرأي ذاته الذي أكده الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جون ايف لودريان، في رده على سؤال النائب بالبرلمان غي تيسيي، بشان الصعوبات التي يواجهها "قدماء الجزائر" في زيارة "ارض الأجداد"، وأن الحكومة الفرنسية مجندة وتبذل جهودا منذ فترة طويلة بشأن المسألة، وأضاف بان حكومته تحتفظ في هذا الموضوع بحوار منتظم مع السلطات الجزائرية. وأوضحت الخارجية الفرنسية، أن الرئيس ماكرون الذي لديه شعور بالضيق الذي ينتاب كل الذين اضطروا لمغادرة أرضهم، وقالت الخارجية الفرنسي أن الرئيس ماكرون، كان واضحا للغاية. وأعرب عن رغبته في العمل مع الجزائريين للمصالحة ومعالجة قضية الذاكرة في هدوء، مشيرا إلى الخطوات التي تعتزم فرنسا القيام بها للمضي في هذا المسعى، ودعا ماكرون السلطات الجزائرية إلى اتخاذ خطوات مماثلة. ومن ابرز الخطوات التي تنتظرها الحكومة الفرنسية من السلطات الجزائرية، تقديم تنازلات في ملف الحركى وقدماء الجزائر، وتمكين أولئك الذين ولدوا في الجزائر ويريدون العودة من القيام بذالك، وذكرت الخارجية الفرنسية، بالتصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون خلال اللقاء الذي جمعه بممثلين عن جمعيات الحركة في سبتمبر 2017، والتي تحدث خلالها على ضرورة العمل من اجل تحقيق العدالة والاعتراف بالحقيقة تجاه الحركى، وأكد "الكي دورسي" أن السلطات الفرنسية ستواصل العمل في هذا الاتجاه من اجل تمكين قدماء الجزائر والحركى من زيارة الجزائر. وكان النائب الفرنسي، غي تيسيي، قد استفسر وزير أوروبا والشؤون الخارجية عن الصعوبات التي تواجه الحركى وعائلاتهم في التنقل بين الجزائروفرنسا، وقال بان السلطات الجزائرية تمنعهم من العودة إلى الجزائر وزيارة الأرض التي ولدوا فيها ولا تزال لديهم صلات وعلاقات قرابة، ودعا الخارجية إلى تقديم إيضاحات بشأن المفاوضات الجارية بشان تعديل اتفاقية التنقل بين الجزائروفرنسا الموقعة عام 1968، وإمكانية إدراج بند ينص على تمكين الحركى من زيارة بلدهم الأصلي.