يرى الدكتور سليم قلالة أن الجزائر تعيش نتاج أزمة الكم والأرقام مما خلق تراكمات ولّدت صدمة لدى المواطن بسبب عدم توافق الواقع مع الأرقام المقدمة، مُستبعدا في المقابل أن يعرف الوضع في الجزائر زخما شعبيا مثل ما يُحدث في مصر حاليا، بسبب أن عملية التغيير في بلدنا عرفت مستوى متقدما، ولكن يبقى ذلك رهينة تحقيق النوع للوصول بذلك لمراحله الأخيرة. قال مدير مركز الدراسات الاستشرافية سليم قلالة، أمس، خلال استضافته رفقة عدد من الأساتذة والدكاترة المختصين في ندوة نقاش بمقر حركة »النهضة«، تحت عنوان »الواضع الراهن في الجزائر الأسباب والمآلات«، إن احتمال تعرض الجزائر لزخم شعبي لتحقيق التغيير على غرار ما يحدث في مصر وقبلها تونس، مستبعد بنسبة كبيرة، بسبب أن الجزائر عاشت التغيير منذ 20 سنة، مؤكدا أن النموذج الجزائري المتمثل في »المجلس الأعلى للدولة سابقا« مقترح حاليا في مصر، بما يثبت أن الجزائر متقدمة في أوجه التغيير، ودفعت مقابله تضحيات جسام. ولكن أستاذ العلوم السياسية، أكد أن ما يعاب على الجزائر أنها عاشت التغيير ولكن لم تذهب به إلى مراحله الأخيرة، بحيث تستوجب المرحلة المقبلة –حسب قلالة- التركيز على النوع بعد أن تحقّق الكم، وقال »الجزائر تملك إعلاما، نخبة، إمكانيات مادية هائلة، فقط لا ينبغي أن نخطئ في فهم كفاءاتنا«، وتابع بتأكيده بأنه توجد ميكانيزمات اجتماعية واقتصادية لتحقيق النهضة بصفة متدرّجة، لكن ذلك مُتوقف على استغلال الكفاءات الوطنية وصناعة الحل ذي الصبغة الجزائرية، وبلورة الآليات المطلوبة لتحقيق ذلك. أما الأستاذ أرزقي فراد فقال »إن الشباب هو مصدر بناء الأوطان ويمثل حوالي 65 بالمائة من سكان الجزائر، فلا يعقل أن يتحول إلى مصدر قلق، مما يؤكد وجود خلل ما في المجتمع، مضيفا أن الأحزاب الوطنية غابت عن لعب دورها في تأطير الشباب.