كشفت مصادر مطلعة ل »صوت الأحرار«، تسجيل أول إصابة بفيروس »إتش 1 إن 1« المعروف بأنفلونزا الخنازير، حيث أكدت التحاليل التي قام بها معهد باستور بالجزائر إصابة أحد الأطباء العاملين بمستشفى الرويبة بالعاصمة والبالغ من العمر 46 سنة بالفيروس أول أمس في حدود الساعة الرابعة مساء، فيما لا تزال حالتان مشتبه فيهما تحت الرقابة بذات المستشفى وهما طبيبان جرحان. وتأتي هذه الإصابة الأولى المسجلة بعد عودة فيروس أنفلونزا الخنازير وتسجيل عدة حالات متفرقة في عديد الدول عبر العالم، في وقت ساد الظن أنه قد تم القضاء نهائيا على هذا النوع من الفيروسات التي أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الشعوب، بالنظر إلى سرعة انتشاره بين الأشخاص، وتعود الموجة الوبائية التي عرفها العالم إلى شهر مارس 2009، حين ظهر هذا الفيروس بالمكسيك بعد أن انتقل من الخنزير إلى الإنسان. بدورها عمدت المنظمة العالمية للصحة في 30 أفريل من نفس السنة إلى رفع درجة التحذير من خطورة تحول فيروس أنفلونزا الخنازير إلى وباء للدرجة الخامسة على مقياس من ست درجات، بينما أعلنت وفيات جديدة بالمرض بالمكسيك، ليتحول الفيروس في مدة زمنية قصيرة من وباء إلى جائحة مست كل دول العالم. وأضافت أن هذا التحذير يوجه رسالة إلى الحكومات ووزارات الصحة والصناعة الدوائية لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذا المرض، موضحة أن هذا التحذير ينبغي أن يؤخذ بجدية. واستجابة لهذه المعطيات، سعت الجزائر منذ البداية إلى محاولة صد الفيروس، حيث اتخذت عديد التدابير على غرار تشديد الرقابة بالمطارات والنقاط الحدودية، لأن الفيروس في كل الأحوال كان سيستورد، وبالرغم من ذلك تم تسجيل أول إصابة لدى امرأة جزائرية قادمة من ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية عبر فرنكفورت الألمانية رفقة ابنتيها وذلك في شهر جوان 2009، الحالة تمت معالجتها، لكن عدد الإصابات راح يرتفع شيئا فشيئا بما دفع بالجزائر إلى فرض إجراءات أكثر صرامة كتنصيب الكاميرات في المطارات وغيرها من شروط الوقاية والرقابة. إجراءات كثيرة اتخذت للحد من تفشي الجائحة، لكن دون جدوى، حيث تم تسجيل عدد كبير من الإصابات والوفيات، وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، قد أعلنت حينها عن استيراد 20 مليون جرعة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، وبالفعل استوردت الجزائر 900 ألف جرعة لقاح ضد وباء أنفلونزا الخنازير، ليتم تقليص الطلبية إلى 5 ملايين جرعة ومن ثم إلغائها واستبدالها بلقاحات موجهة للأطفال الرضع والأنفلونزا الموسمية مطلع 2010، لا سيما بعد وفاة بعض الأشخاص ساعات بعد استعمالهم للقاح. وأمام هذه المعطيات، اختفى الحديث عن الجائحة وباتت في خبر كان، مما دفع بالبعض إلى تسميتها بحرب المخابر، باعتبار أن بعض الأطباء يؤكدون أن الأنفلونزا الموسمية هي أشد خطورة من بفيروس »إتش 1 إن 1«، لتعاود الظهور في عدد من الدول مثل إنجلترا والسعودية مع نهاية نفس السنة، لكن دون أن تحدث الضجة الإعلامية التي سجلت في أول مرة، وكان معهد باستور قد نشر عرضا للفيروسات المنتشرة في الهواء خلال هذا الموسم، حيث أشار إلى وجود هيمنة لفيروس »إتش 1 إن 1«، وبالفعل، تم التأكد من أول إصابة يوم الاثنين الفارط على الساعة الرابعة مساء، فيما لا تزال حالتان مشتبه فيهما تحت الرقابة في ذات المستشفى وهما طبيبان جرحان. وعلى صعيد آخر، تم تسجيل وفاة سيدة تبلغ من العمر 27 سنة مصابة بالأنفلونزا الموسمية بسبب تعقيدات بمستشفى مصطفى باشا وتعد هذه الحالة الخامسة من نوعها خلال هذا الموسم.