قال موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أمس، إن »حزبه يمارس المعارضة السلمية ويرفض نهائيا اللجوء إلى تحطيم المنشآت العمومية والأملاك الخاصة«، مضيفا »نرفض المشاركة في المسيرات لأن الداعين لها فشلوا في ضمان تأطير الشباب، وأيضا لإمكانية انحرافها بما يُهدد استقرار الجزائر«. توقف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية مطولا في التجمع الشعبي الذي احتضنه قاعة الأطلس باب الوادي بالعاصمة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للشهيد، أمس، عند ما أسماه »التغيير السلمي في الجزائر«، و»ضرورة الشروع في ذلك من خلال اعتماد حوار وطني يضمن مشاركة كل الفعاليات بما يجنبنا درجة الاحتقان الشعبي التي وصلت مستوى غير مسبوق« حسبه. وأضاف تواتي »لا نريد أن تسقط أرواح الشعب الجزائري من جديد ولا نحبذ تدمير المؤسسات الاقتصادية التي يسترزق منها المواطن وعائلته«، قبل أن يؤكد أن حزبه بصدد وضع خطة عمل من أجل الشروع في تطبيق ما أسماها »إنتفاضة سلمية«، من أجل إحداث التغيير النهائي ووضع حد لكل مظاهر الظلم والاحتقار والتهميش التي يعاني منها المواطن، كما قال. وقال تواتي »يجب أن يفهم الشعب أن المشي في الشارع وانتهاج أسلوب المسيرات نتيجته هو سيلان مزيد من الدماء وتهديد آخر لاستقرار الجزائر«، وتابع يؤكد »لكي لا تهدر دماء الجزائريين، ومن أجل عدم تهديم مكتسبات الجزائر يجب تبني خطاب جديد يتفاعل مع مشاكل المواطن بأسلوب جريء وجدي«. ووفق تقدير موسى تواتي، فإن حزبه يمارس أسلوب ما وصفها »المعارضة السلمية التقويمية«، وستكون له الكلمة في حينها، وقال »لا نريد أن نحطم الجزائر بأيدينا، ولا يجب أن نهدم المكتسبات الوطنية، ومن يفعل ذلك سيصنف في خانة الخونة للرسالة الوطنية«. ولم يفوت »الأفانا« الفرصة ليتلو بالمناسبة على لسان أحد المناضلين رسالة موجهة إلى المسؤولين حيث تم توزيعها على المشاركين في هذا التجمع، حملت نداء الحزب لدعم موجة التحول الديمقراطي الحقيقي وأنه ليس بالإمكان رفضها أو احتواؤها، ومن بين ما اقترحته الرسالة صياغة ميثاق وطني يحدد شكل النظام الذي يرتضيه الشعب الجزائري لنفسه. وعلى صعيد العالم العربي قال تواتي أن »رياح الديمقراطية بدأت تعصف بالأنظمة العربية من حيث لا تدري لأنها فرضت نفسها على شعوبها، وانغمست في نهب أموالها ونشرت الفساد بدل الإصلاح«، مباركا ما حدث في كل من تونس ومصر على الأمة العربية.