تتواجد السلالم بالعاصمة في وضعية مزرية أصبحت بفعل ذلك فضاءات غير مرغوب في استعمالها نتيجة تحويلها إلى مراحيض عمومية من طرف المشردين و المجانين و حتى الأصحاء في بعض الأحيان ، فيما بسط الباعة الفوضويون و المتسولون قبضتهم على الجسور التي تحولت إلى أسواق مصغرة، هذا الوضع شوه هذه الأماكن التي فشلت السلطات من وضع حد لاستغلالها بمثل هذه التصرفات الغير حضارية. المتجول عبر شوارع العاصمة و طرقاتها يدرك حقيقة أن طابعها المعماري و الهضبة التي تقع عليها فرضا حتمية تشييد سلالم تتماشى مع هذا الطابع ، حيث منحتها تلك المنشآت التي لا تخلوا منها أية بلدية بالعاصمة خصوصية بحتة زادت من الجمال الذي تتميز به، فيما كان الهدف من وراء ذلك هو تسهيل عملية التنقل للراجلين بما فيهم المسنين و المتأخرين عن مواعيدهم ،و ذلك لاختصارها الطريق الطويل في مخرج هو عبارة عن سلالم توصل إلى المكان المرغوب الوصول إليه في أقصر وقت ممكن . من القبة إلى الأبيار إلى بوزريعة وغيرها، بلديات تزخر بتلك المنشآت البسيطة التي قام المتعاقبون على الجزائر العاصمة ببنائها و ذلك من أجل إضفاء طابع متميز على المدينة من جهة إضافة إلى الغرض الذي أوجدت من أجله ،لكنها وللأسف لم تتمكن من المحافظة على ذلك بسبب الإهمال الذي طالها فهي تتواجد في وضع خطير دفع بالعديد من السكان إلى التخلي عن متعة المرور عبرها لاختصار المسافة و ذلك هروبا من مختلف السلوكات و التصرفات غير الحضارية التي تشهدها يوميا ،وهذا نتيجة التلوث الصادر من طرف المشردين و المجانين و حتى بعض الأصحاء الذين يضطرون لقضاء حاجتهم بسبب غياب المراحيض العمومية أو عدم امتلاكهم للنقود. المرور عبر هذه السلالم بات يشكل خطرا صحيا بسبب الروائح الكريهة المنتشرة التي تكاد تحبس الأنفاس و كذا الحشرات الضارة التي تصاحبها ، لكن ذلك لم يمنع البعض من المواطنين من استعمالها مكرهين كما هو الحال بالنسبة لنجاة موظفة بالقرب من البريد المركزي حيث تقول " أضطر لاستعمال المدارج المحاذية للبريد المركزي لأنها أقصر وتوصلني لموقف الحافلات بسرعة ، لكن و لسوء الحظ تنتشر بها روائح كريهة تصيبني بالغثيان ورغم ذلك أفضل استعمالها". و عكس الطرقات التي يتم تهيئتها بين الحين و الآخر، تعاني تلك السلالم من إهمال كبير فهي لم تستفيد من أية عملية تهيئة و هو الأمر الذي يضع حياة المواطنين في خطر نظرا لاهتراء موضع الأقدام مما يعرض الكثيرين للسقوط كما جرى لسيدة كانت تحاول الإسراع من أجل اللحاق بالحافلة المتوقفة ،حيث تسبب لها ذلك في جروح بسيطة ، هذا الوضع معمم على جميع المدارج في العاصمة التي تعرف تدهورا كبيرا ناهيك عن الخوف و الرعب الذي تحدثه في قلوب مستعمليها حيث تقول نوال عاملة بالقبة في هذا الإطار "رغم وجود مدارج تختصر الطريق الذي أسلكه للوصول إلى العمل غلا أنها تثير الخوف في نفسي لأنها حسب رأيي المكان المفضل لتواجد اللصوص الذين يتحينون فرصة عبور شخص بمفرده لتجريده من ممتلكاته ". نفس الوضع تقريبا تعرفه الجسور التي تحولت هي الأخرى من ممرات أمان للراجلين إلى فضاءات لممارسة النشاط التجاري و التسول أيضا ، فالمرور عبرها لم يعد من أجل تفادي السرعة المفرطة للسيارات بل من أجل التسوق أيضا ،حيث تتنوع التجارة التي يزاولها الباعة هناك بين نظارات شمسية و أقراص مضغوطة ،و عطور المسك وغيرها من المواد السهلة الحمل ،فالجسر المتواجد بالقرب من محطة السكك الحديدية بحسين و ذلك بالجزائر العاصمة و بلكور عبارة عن أسواق مصغرة ، هذا الأمر دفع بالكثيرين إلى تفادي المرور عبرها اجتنابا للإزعاج و الفوضى ،ولا يقتصر حالها على ذلك فقط بل هي الأخرى أصابها الاهتراء و على مستعمليها التمسك جيدا حتى لا يتعرضون للسقوط جراء قدمها . و نظرا للأهمية الكبرى التي تعرفها السلالم و الجسور في حياتنا اليومية فهي في حاجة إلى اهتمام بالغ و تدخل عاجل من طرف المعنيين خاصة و أنها في تدهور مستمر و أصبحت هي الأخرى في حاجة إلى قوانين تنظمها و إجراءات ردعية للمخالفين الذين حولوها عن الهدف الأساسي التي أنشأت من أجله.