أشرف رئيس الجمهورية على تشغيل المشروع الكبير لنقل المياه الصالحة للشرب من عين صالح إلى مدينة تنمراست، الذي يبلغ طوله 750 كلم وبلغت كلفته الإجمالية 197 مليار دج، أي حوالي 2 مليار دولار. ويتم نقل الماء انطلاقا من إن صالح بفضل شبكة ذات قنوات مزدوجة يبلغ طولها 1200 كلم. ويرى المختصون أنه بالنظر إلى أهميته الاقتصادية والإستراتيجية سيكون للمشروع انعكاسا ايجابيا أكيدا على هذه المنطقة الجافة بأكملها، وغير المتطورة بالقدر الكافي، حيث يعد النشاط محدودا والشغل نادرا. ولهذا تعتزم الحكومة إنشاء خلال هذه العشرية حوالي عشرة تجمعات سكنية تضم كل واحدة منها 10 آلاف نسمة على طول هذا المشروع. وسيتشكل »قلب« هذه التجمعات السكنية من سكنات وظيفية مبرمجة للعمال المكلفين بتسيير واستغلال محطات الضخ التي تستغل في هذا المشروع. وسيتم تزويد هذه التجمعات الحضرية بخدمات عمومية ضرورية، على سبيل محطات الخدمات ومراكز البريد ومراكز صحية والهياكل المدرسية. كما تنوي الحكومة تطوير المناطق والقرى الواقعة على طول المشروع )أزيد من 750 كلم( على غرار إين أمغل وتيت وأوتول وأراك. وبعد أن وصف نقل الماء الشروب ب»مشروع القرن« أوضح مدير الموارد المائية بوزارة الموارد المائية مسعود تيرة للصحفيين الحاضرين بتمنراست أن هذا المشروع سيسمح بتغطية حاجيات سكان عاصمة الأهقار وضواحيها بشكل واسع، والمقدرة ب25 ألف متر مكعب يوميا. وأضاف أن الخزان النهائي بسعة 50 ألف متر مكعب موجه لتخزين المياه المجمعة انطلاقا من الآبار يضمن لتمنراست استقلالية في الماء الشروب تدوم يومين. وفي البداية سيتم التزويد بالطاقة بالوقود عن طريق تجهيزات غازية سيتم تشغيلها بفضل أنبوب نقل الغاز النايجيري )نيجيريا-أوروبا عبر الجزائر( التي تعبر إقليم ولاية تمنراست. من جهة أخرى سيسمح شطر الطريق العابر للصحراء والرابط بين تمنراست وإين قزام )420 كلم( المنجز منذ 2009 على ثلاث مراحل بفك العزلة على المنطقة الحدودية ويرتقي بعاصمة الأهقار إلى مرتبة العاصمة الجهوية بعد استكمال الجزء الواقع بالنيجر. وكانت الندوة الإفريقية ال19 لوزراء الصناعة التي انعقدت مؤخرا بالجزائر قد أكدت على ضرورة تطوير المنشآت القاعدية الخاصة بالطرقات والسكك الحديدية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، مؤكدة أن محور الطريق الجزائر-تنمراست قد يمنح إمكانية فك العزلة عن بلدان منطقة الساحل الإفريقي. وكان دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية قد أعلن عقب لقاء مع أعيان مناطق الجنوب الجزائري أنه يجري إعداد برنامج تكميلي من أجل تنمية المناطق الجنوبية. وفي هذا الخصوص صرح الوزير أن هذه البرامج التكميلية كاملة وتخص كافة قطاعات الحياة كتطوير الاقتصاد وترقية الشباب والمرأة وانجاز مشاريع منشآت قاعدية. ومن جهة أخرى أوضح الوزير أن البرنامج التكميلي الموجه لولاية تنمراست يتضمن أيضا انجاز ثلاث قرى قريبة من مشروع تحويل المياه لعين صالح. وقد كشف دحو ولد قابلية أن ثلاث وزارات وهي الموارد المائية والداخلية والجماعات المحلية و تهيئة الإقليم، تعمل على تحديد المواقع المناسبة أكثر لانجاز القرى الجديدة الثلاث.