بادرت محافظة الغابات إلى إعداد دراسة لإنشاء محمية للقنص في المنطقة المعروفة باسم "العش" ببلدية دوي ثابت التي تبعد بحوالي 45 كلم عن عاصمة ولاية سعيدة حسب ما علم من مسؤول بذات المحافظة. وتدخل هذه الخطوة حسب ذات المصدر في إطار تثمين الثروة الحيوانية التي تحتوي عليها غابات الولاية المتربعة على مساحة 157.289 هكتار خاصة بعد أن عرفت تراجعا ملحوظا في أعداد مختلف أنواعها خاصة النادرة و المحمية منها. و أوعزت محافظة الغابات هذا التراجع إلى عدة عوامل لعل أهمها تناقص الموارد المائية و الغذائية لأسباب مناخية بالدرجة الأولى ثم نظرا لمنافسة قطعان الماشية الخاصة بالسكان المحيطين بالغابة للحيوانات البرية في تقاسم الموارد سالفة الذكر. و أشارت ذات المحافظة إلى تأثير الصيد غير الشرعي بالإضافة إلى تفشي بعض الأمراض وسط حيوانات الغابة بشكل كبير على تكاثرها ناهيك عن الرش الجوي للمبيدات على المساحات الفلاحية المجاورة. و عن السبب الرئيسي الكامن وراء اهتمام محافظة الغابات بمنطقة العش أكد مسؤول في هذه الهيئة على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه المنطقة المتربعة على مساحة تفوق 1500 هكتار من حيث احتوائها على عدد معتبر من الحيوانات المحمية و المهددة بالانقراض كالضبع المخطط غزال الأطلس و عناق الأرض و الشيهم بالإضافة إلى تنوع غطاءها النباتي . و تأمل محافظة الغابات من وراء هذه الدراسة حسب ذات المتحدث- في إعادة الاعتبار لهذا الوسط الطبيعي و السياحي وذلك بالحصول على معطيات شاملة تسمح بتحديد الخطوات العملية الواجب اتخاذها للحد من التدهور الذي لحق بهذه المنطقة خلال عشرية كاملة من الإهمال . و توصي الدراسة بإنجاز عدة عمليات لفائدة هذه المنطقة على غرار إقامة سياج يحيط بالمحمية على طول 22 ألف متر الرفع من الإمكانيات المائية و الغذائية المتوفرة و ذلك بإنجاز 100 نقطة ماء اصطناعية الشيء الذي سيسمح بالإضافة توفير الماء للحيوانات خلال فصل الحر بخفض أخطار انتقال الأمراض الطفيلية المعدية بين الحيوانات بسبب تركز هذه الأخيرة في نقاط الماء النادرة في المنطقة. كما تحث الدراسة على تخصيص 50 مكانا لوضع الأعلاف ناهيك عن زراعة الخنادق المضادة للنيران بمختلف النباتات العلفية من خرطال و شعير و غيرها و كذا شراء طرائد صيد من مختلف الأنواع بغرض إطلاقها للتكاثر بالإضافة إلى استعمال الأسمدة الفلاحية الآزوتية لتخصيب الأراضي في الغابات