يتطلع سكان ولاية المسيلة إلى تصنيف غابة المرقب ببلدية عين الحجل بالمسيلة إلى محمية طبيعية ذات بعد وطني حسب ما أشار إليه مسؤولون بقطاعات الغابات و البيئة و السياحة فضلا عن ممثلي جمعيات محلية تهتم بالبيئة. وأجمعت ذات المصادر على أن التصنيف المرجو والذي يوجد ملفه لدى وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة منذ 2004 يستهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية بهذا الفضاء و التي هي عرضة للانقراض على غرار غزال الأطلس وطائر الحبار جراء القنص غير المراقب. وبرأي ذات المصادر فإن غياب تشريع خاص يقضي بحماية غابة المرقب ذات التنوع البيئي يسهم في تدهورها وضياع مواردها الطبيعية نتيجة للقنص و اقتلاع الغطاء النباتي بسبب الرعي المفرط أو الحرث العشوائي . ويقصد هذا الفضاء المنعش زوار من مختلف مناطق الولاية و آخرون من الوطن بالنظر إلى أنها تقع على محور الطريق الوطني 8 الرابط بين ولايات المسيلة و البويرة والمدية وطريق "لا روكاد" باتجاه غرب البلاد ما جعلها المكان المفضل للراحة قبل مواصلة الطريق نحو مختلف مناطق الوطن خصوصا الجنوبية منها . وبالنظر إلى هذه الميزات أصبح من الضرورة تجسيد مشروع تصنيف غابة المرقب لتكون في المستقبل فضاء ملائما للسياحة الطبيعية على حد تعبير المهتمين بها. يذكر أن غابة المرقب كانت محل تجسيد عديد العمليات منذ مطلع العشرية الاخيرة بمبادرة من المحافظة العليا للسهوب تمثلت بالأساس في تهيئة بحيرة القارصة لتصبح بذلك موقعا لصيد الأسماك إلى جانب أن رعاة الغنم الذين يعبرون هذا الفضاء الطبيعي يغتنمون فرصة تواجدهم به لإرواء رؤوس قطعانهم من مياه البحيرة ثم يخلدوا للقيلولة لبضع دقائق قبل مواصلة مشوارهم . وتشير مصالح مديرية السياحة من جهتها إلى أن غابة المرقب تتربع على 16.841 هكتار وتقع بالسهول العليا على بعد 160 كلم جنوبالجزائر العاصمة و يتسم مناخها بالحرارة المعتدلة التي لا تقل عن 17 مائوية و بمعدل تساقط للأمطار يقدر ب 200 ملم سنويا. واستنادا الى ذات المصدر فإن غابة المرقب تتسم بفصل جاف يدوم ما بين 7 إلى 8 أشهر في السنة أي من ماي إلى ديسمبر ويسودها مناخ قاس نسبيا خلال فصل الصيف ومنعش شتاء مؤكدا على تنوع أنظمتها البيئية ممثلة في سهول الحلفاء ذات النوعية المختلفة ومنخفضات تضم شجرة البطم المعمرة . ولعل ما يرشح هذه الغابة لتصنف محمية هو تنوع و ثراء الأصناف الحيوانية التي تعيش فيها إذ يمكن يمكن مشاهدة غزال الجبال حيث تم إحصاء 40 رأسا منه من مجموع 400 رأس عبر ولاية المسيلة إلى جانب حيوانات أخرى مثل القنفذ والبجع المخطط و 83 نوعا من الطيور من بينها 50 نوعا من الطيور المهاجرة.